في يوليو 2013 قامت السلطات الإماراتية بسجن المحامي “محمد الركن” لمدة 10 أعوام، في أعقاب حملة شرسة ضد ناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان في الإمارات.
والركن هو من ضمن العشرات المعروفين باسم “إصلاحيو الإمارات”، والتي تعتقلهم الدولة بتهم متعددة على خلفية آرائهم السياسية المعارضة للنظام الإماراتي.
وفي إطار المطالبات بالإفراج عن الركن، التقت “منظمة العفو الدولية” مع ثلاثة أشخاص عملوا معه باعتباره مدافعًا شجاعًا عن حقوق الإنسان.
بريق مزيف
أول من التقتهم منظمة العفو الدولية هو المحامي الأمريكي “جيني باسكيوليرا”، الذي عمل مع محمد في عام 2011، أثناء محاكمة لنشطاء حقوق الإنسان التي عرفت باسم “النشطاء الإماراتيين الخمسة”، ويقول هذا المحامي:
“يسمع المرء عن فخامة وبريق دبي، لكنه بريق شكلي، فإذا فتشت عن الحقيقة وجدت نقاطًا قبيحة كثيرة، فالإمارات دولة تتجسس على الناس بشكل جنوني، الجميع مراقب، خاصة الذين تعتبرهم السلطات خطرًا عليها بشكل أو بآخر، إنه بلد لا يحترم سيادة القانون، فهناك يمكن أن يسجن إنسان بسهولة لأسباب سياسية وليس لارتكاب جرائم جنائية.
خلال المحاكمات، كان لدينا اجتماعات يومية مع الركن، كان يقدم لنا كل التفاصيل عن أحوال حقوق الإنسان في الإمارات، كان يخصص لنا وقتًا كبيرًا للحديث، وكان يؤمن بحقوق الإنسان والديمقراطية.
كنا نعقد اجتماعاتنا أحيانًا في بعض الأماكن العامة وكان يوجد أشخاص تراقبه باستمرار، وفي بعض الأحيان كان يقول: “علينا أن نتحرك لأن هؤلاء الناس يتجسسون علينا”، ورغم ذلك لم يتوقف عن العمل حتى عندما كان يتم تهديده بالقتل.
وفي الحقيقة عندي شعور بخيبة أمل وحزن بسبب اعتقاله، لأنه لا يستحق ذلك، وأتمنى أن يتم الدفاع عنه من قبل الكثيرين لأنه بالفعل دافع عن كثير من الناس”.
خسارة فادحة للإمارات
الثاني هو “أحمد منصور” وهو ناشط حقوقي عمل مع الركن منذ عام 2011، أثناء محاكمة “النشطاء الإماراتيين الخمسة”، ويقول:
“حين كتبنا عريضة للبرلمان تطالب بالاقتراع العام، كانت مداخلات الدكتور الركن قيمة، كان مهتمًا بمجال حقوق الإنسان ويعرف كل تطورات المنطقة، إنه رجل نثق جميعنا فيه.
لقد ظل يدافع عن حقوق الإنسان بالإمارات لسنوات عديدة، رغم المضايقات والاضطهاد من قبل السلطات للناس بسبب أفكارهم وأنشطتهم، وكان نشاطه هذا ليس من أجل الحصول على المال، ولكن كان هدفه دائمًا الدفاع عن حقوق الناس.
إن اعتقال الركن أمر فظيع، فمثل هذه الشخصية يجب أن تكون مستشارًا لأعلى سلطة في البلاد، لا أن يبقى في السجن ولو ليوم واحد، ونذكر هنا أنه قبل أسبوع فقط من اعتقاله استشاره أحد أعضاء العائلة الحاكمة في أبو ظبي في إحدى القضايا، فكيف تدار الأمور هناك وكيف تقلب هكذا فجأة؟!
هذه خسارة فادحة للإمارات ألا يكون هذا الرجل حرًا هو وباقي رفاقه في السجون، أنا أطالب بالإفراج عنه اليوم قبل الغد”.
ريادة حقوقية
الناشط الثالث هو “لامري شيروف”، الذي عمل مع محمد الركن لسنوات بمنظمة العفو الدولية، ويقول:
“خلال عملنا في منظمة العفو الدولية، كنا لا نزور دبي إلا ونلتقي بالدكتور الركن، فهو واحد من رواد العمل الحقوقي في الخليج، وكلما سألنا عن رأيه في بعض الجوانب القانونية كان يعطي الإجابة مجانًا، وبدون الركن لم تكن العفو الدولية لتعرف شيئًا في الخليج.
محمد الركن شخص مخلص جدًا في عمله، كنا نعد لإطلاق مشروع كبير في مجال حقوق المرأة في الخليج، وساعدنا كثيرًا في الحصول على الدعم، لقد كان نشيطًا يكتب ويخطب ويحضر الندوات والمؤتمرات، إنه رجل عملي جدًا ولديه أيضًا خفة دم وحس فكاهي كبير أيضًا، وآمل أن يكون ما زال محتفظًا بفكاهته رغم معاناته في السجن”.
المصدر : موقع منظمة العفو الدولية
ترجمة: محمد بدوي