أثارت تغريدات الأمير السعودي «سعود بن سيف النصر» الجدل مجددا حول المشهد العام في المملكة، والتي جدد فيها انتقاداته لممارسات «خالد التويجري»، رئيس الديوان الملكي. وعدد من المسؤولين السعوديين الذين لم يُسمّهم.
وفي تغريداته عبر وسم «#ابشركم_حنا_بخير»، قال الأمير: «المدعو (التويجري) وأخوه يبنون أبراجا وآخر برج في طريق الملك فهد بأكثر من مليار وملايين المواطنين يرزحون تحت خط الفقر ووطأة الديون». لافتًا إلى أن المليارات تُصرف في المملكة على مشاريع و صفقات وهمية أو غير صالحة بسبب سوء تنفيذها بتكاليف مضاعفة لتمرير سرقات الفاسدين. بحسب قوله.
كما انتقد الأمير «سعود بن سيف النصر» قطاع الصحة في السعودية وتخاذل المسؤولين عن تدارك عيوب المؤسسة، في حين يخرج المسؤولين السعوديين أنفسهم للعلاج في الخارج، قائلا: «يروح المواطن ضحية إهمال وزارة الصحة الى أن اصبح المريض حقل تجارب عندهم بينما المدعو و شلته ما يعالجون إلا في أمريكا».
كما استنكر الأمير السعودي الوضع الاجتماعي للمواطنين، متطرقًا بالحديث إلى قضايا قلّما تناولها أي من المنتمين للعائلة الحاكمة في السعودية، حيث قال: «الملايين من المطلقات و الآرامل و العاطلات و الفقيرات و المشردات في وضع بائس و المدعو و فريقه ما همهم إلا الاختلاط و التغريب»، مستطردًا بالقول أن تكاليف الحياة في المملكة تضاعفت قرابة الخمسة أضعاف، وذلك فيما لايزال راتب القطاع العام على حاله، مؤكدًا «المواطنين يضجون في الراتب ما يكفي الحاجه و لا من مجيب!»، في لفتة إلى أحد الأوسمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والذي سبق وأن أشعل فتيل ثورة ضد مستوى الرواتب في المملكة وتم على إثره سلسلة من المداهمات الأمنية للمشاركين في الحملة.
كما لم يتجاهل الأمير في تغريداته، دعم المملكة العربية السعودية السخيّ للحكومات المجاورة فيما لاتزال شرائح واسعة في المملكة تعاني من ويلات التهميش والفقر، قائلا: «نتبرع لمصر بـ20 مليار ولبنان بـ3 مليار و دول أخرى وميزانيات بالمليارات جاهزه للسرقات و الفساد والشعب يموت من الجوع أو ينتحر». مضيفًا في ذات الإطار: «يروح وزير و يجي وزير وتنهب ميزانيات الوزارات بلا حسيب و لا رقيب لين صار المواطن يشحذ من حافز و الأرملة تأخذ 16 ريال بالشهر».
ووفقاً لتغريدات «سعود بن سيف النصر»، وهو حفيد الملك «سعود بن عبدالعزيز» ملك السعودية الأسبق والوريث الأول لعرش الملك المؤسس «عبد العزيز آل سعود». فإن المشهد السياسي بين أفراد العائلة الملكية السعودية يبدو مختلجًا. وهو ما عبّر عنه المعارض السعودي د.«سعد الفقيه» في تعليق على تصريحات الأمير «سعود بن سيف النصر». حيث رأى أن «تغريدات سعود بن سيف تحت وسم #ابشركم_حنا_بخير تدل على أن هيبة الملك داخل الأسرة قد كسرت.. وأن تقاليد آل سعود في تقديس مقام الملك انتهت».
وهو الرأي الذي اتفق معه عدد من المتابعين والنشطاء بدورهم، حيث قال أحدهم: «يوم كرشوه من المناصب تذكر المطلقات والارامل .. نظام لعبوني معكم والا بخرب مايمشي علينا». وأضاف آخر: «أحب أشوف نشر الغسيل بينهم ، استمتع بمشاهدة اللصوص كلن يقول للثاني ياحرامي». معتبرًا أن الموجة الثائرة للأمير لم تكن لتظهر لولا إقصاءه عن المناصب ودوائر الحكم.
ويدعم وجهة النظر تلك تعليق أخير لفت إلى أن «سعود بن سيف يُمثل الغيرة على الشعب بشكل مقزز في #ابشركم_حنا_بخير»، حيث أشار إلى أن الأخير «يؤيد بن نايف الذي سجن من يدافعون عن حق الشعب في الحرية والكرامة». وهو ما يؤكد برأي النشطاء أن معادلة المصالح هي المحرّك الرئيسي وراء تلك النبرة الثائرة.
يُشار إلى أن الأمير «سعود بن سيف النصر» سبق وأرسل بيانًا إلى العاهل السعودي عنونه بأنه «حول تجاوزات المدعو/ خالد عبد العزيز التويجري رئيس الديوان الملكي»، قبل أشهر. ليعلن منذ حينها فتح النيران على أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في مشهد السلطة الحاكمة في المملكة. كما لم يسلم غيره من الانتقاد وتلقي الاتهام أيضًا.
كما سبق وأن وجه الأمير رسالة وجها إلى رئيس الديوان الملكي، قال فيها: «مهما فعلتم لن نتوقف عن الصدع بالحق و التصدي للفاسدين مثلك و أمثالك لأن أمثالكم من الجبناء يعملون في الظلام من خلف الستار و لا يواجهونا لرجال في وضح النهار، لذا بعض التغريدات التي حالفكم الحظ في حذفها قبل أن نتمكن من صدكم عنها بسبب الاعيبكم الخائبة سوف يعاد نشرها رغما عنك واذنابك، فلن نتوانى عن إحقاق الحق بكل ما سخر الله لنا من قوة، فلا نرجوا الا الله وحده ثم كيان هذا الوطن و وحدة الأسره و استرجاع حقوق المواطنين المسلوبة و إعطاء كل ذي حق حقه فنحن لا نطمح الى المخصصات و لا السرقات و لا الصفقات و لا المناصب».
كما انتقد الأمير في تغريدات سابقة تصريحات «الأمير متعب بن عبدالله» التي عبّر فيها عن عدم تمكنه من تملُّك الأراضي من كثرة انتشار «الشبوك» (السيطرة وتملك الأراضي عن طريق وضع اليد والصفقات الفاسدة)، قال متهكمًا: «واحد يدعي أن من كثر الشبوك ما لقى أرض و هو عنده أرض في جدة تسوى لها أكثر من 10 مليار و اوتيل في باريس باثنين مليار!!»، مضيفًا: «آلاف الشبوك و المواطن لا يجد 200 متر يبني لأهله بيت يستره. وضعوف الحرس الوطني ومن خدم الوطن يُطردون من بيوتهم و أراضيهم اللي اصلا أعطيت لهم منحة من الدولة!».
ويتوقع مراقبون أن تشهد المملكة صراعاً حاداً على مستوى السلطة بعد وفاة الملك «عبد الله» خاصة مع حتمية انتقال الخلافة قريبأً من جيل أبناء الملك «عبد العزيز» إلى أحفاد، حيث ينتظر أن يبرز صراع مراكز القوى داخل العائلة المالكة بشكل يهدد «صورة الاستقرار »التي يرغب «آل سعود» في تمريرها حول علاقاتهم.
الخليج الجديد