الأناضول: فور إعلان فوز الشاب السوري حازم شريف في مسابقة اكتشاف المواهب الغنائية (عرب إيدول)، مساء السبت، ضجّت صفحات مؤيدي النظام السوري ومعارضيه على مواقع التواصل الاجتماعي بالتبريكات في خطوة نادرة حيث اجتمع الطرفان على موقف متناسين حالة الانقسام الحادة التي تشهدها البلاد منذ نحو أربعة أعوام.
وفاز شريف، ابن مدينة حلب، شمالي سوريا، بالموسم الثالث للمسابقة، التي يتابعها الكثيرون على شاشة قناة (mbc)، متقدماً في نتيجة تصويت الجمهور، عبر الرسائل القصيرة والاتصالات الهاتفية، على منافسيه: الفلسطيني هيثم خلايلي والسعودي ماجد المدني.
وعقب فوزه، توجه شريف بالشكر للشعبين السوري والعربي على ثقتهما فيه.
وبجانب الفوز باللقب، سيحصل المغني الشاب على جائزة مالية قدرها 250 ألف ريال سعودي (67 ألف دولار تقريبا)، إضافة إلى عقد فني لإنتاج ثلاث أغاني وتصوير فيديو كليب.
ورصد مراسل “الأناضول” عدداً من تعليقات وآراء موالين ومعارضين للنظام السوري على موقع “فيسبوك” بهذه المناسبة.
وكتب محمد يوسف، وهو معارض للنظام السوري، تدوينه قال فيها: “فاز السوري حازم شريف في آراب آيدل، ولم يرفع أي علم، لا النظام ولا المعارضة، خير ما فعل”، في إشارة إلى عدم قيام شريف برفع علم بلاده بعد الإعلان عن فوزه بالمسابقة، وهي عادة يقوم بها الفائزون بمثل هذه المسابقات.
وقال هيثم الحسكاوي، وهو صحفي موالي للنظام، “مبارك لابن سوريا وشمس سوريا لن تغيب بإبداع أبنائها”.
وعلّق حسن أبو علي، الفنان المعارض للنظام والمقيم في السعودية، قائلا: “الغريب بالموضوع اليوم، لم يرفع شريف أي علم لا علم الثورة ولا علم النصيرية (إشارة إلى النظام السوري)”.
وتساءل “هل هو ذكاء من المطرب لكي لا يخسر أياً من الطرفين، واكتفى بغناء أغنية وطنية بعد الإعلان عن النتيجة؟”.
وحرص شريف المقيم في لبنان بعد اندلاع الأزمة في بلاده، خلال الحلقات الأسبوعية من البرنامج على عدم إظهار أي موقف مؤيد للنظام أو للثورة ضده، بل اتخذ خطاً شبه محايد بأدائه عدداً من الأغاني الوطنية التي تتغنى بسوريا وتاريخها فقط واختار غناء إحداها “اكتب اسمك يا بلادي” بعد الإعلان عن فوزه.
في حين كتب الصحفي وائل العدس، المقيم في دمشق والموالي للنظام، قائلا: “مبروك لسوريا.. مبروك لأولاد سوريا..(..)، لا الحرب ولا الدمار ولا أي شي بالدنيا بيخلينا نقف، نحن السوريون كنا وسنضل وسنبقى مستمرين..(..)، والفرح يليق بك يا سوريا”.
وأضاف: “العلم السوري (التابع للنظام) كان ممنوع إدخاله للقاعة التي أجري فيها حفل الختام (بلبنان)، وكان التفتيش على مدخل الاستديو (لم يبيّن الجهة التي قامت بذلك التفتيش)، لكن الذي أعرفه أننا فزنا.. وبرافو أن حازم رفض رفع علم غير علم بلده”.
وكان موقف زميله أيضاً أحمد الدرع مماثلاً حيث كتب تدوينة قال فيها: “مبروك سوريا.. مبروك حازم.. شكرا لك أيها المجتهد.. أفرحت قلوب آلاف السوريين المكلومة”.
أما سعاد خبية، الكاتبة المعارضة للنظام والمقيمة في مصر، فكان لها رأي مغاير حيث قالت: “حازم شريف يصفع النظام على وجهه ولا يرفع علمه.. رغم قهري لعدم رفع العلم الوطني أي علم الثورة، إلا أن مجرد عدم رفع علم النظام رغم محاولاته الخبيثة لاستغلاله لم تجد نفعا.. شكرا أيها الشاب الرائع ابن سوريا، لم تخذلنا”.
ويعتمد معارضو النظام منذ اندلاع الثورة ضد حكم بشار الأسد في مارس/ آذار 2011، رفع العلم السوري السابق الذي يسميه الثوار “علم الاستقلال”، كونه كان علم الدولة في مرحلة الاستقلال عن الانتداب الفرنسي عام 1946، وهو مؤلف من ثلاثة خطوط عرضية بألوان الأخضر والأبيض والأسود من الأعلى إلى الأسفل، يتوسطها ثلاث نجمات حمراء.
في حين أن العلم السوري، الذي يسميه المعارضون علم النظام ويرفضون رفعه، مكون من ثلاثة خطوط عرضية بألوان الأحمر والأبيض والأسود من الأعلى إلى الأسفل، تتوسطها نجمتان خضراوان.
وفي ظل اختلاف السوريين على موقف شريف، واجتماعهم على المباركة بفوزه ظهر موقف ملفت من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أذرعي الذي بارك على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك” فوز حازم شريف وكتب: “ألف مبروك لحازم ابن سوريا ابن الجار”.
كما علّق على عدم فوز هيثم خلايلي (من عرب إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948)، وواساه على ذلك بالقول: “يا ابن مجد الكروم الإسرائيلية العربية، أنت نجم حتى لو ما طلعت بلقب أراب ايدول وطبعا هذا البرنامج كان بداية طريقك للفن والعبارة تقول: ليس كل سقوط نهاية، فسقوط المطر أجمل بداية”.