أثارت صورة طفلة سورية لاجئة جدلاً حاداً داخل أروقة البرلمان التركي بين رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ونواب حزب العدالة والتنمية الحاكم من جهة، وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو ونواب حزبه من جهة أخرى.
وكانت صورة لطفلة سورية لاجئة في تركيا قد انتشرت بشكل واسع على صفحات الصحف التركية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث التقطت الصورة للطفلة بينما كانت تحاول أن تتدفأ على الدخان الحار الناتج من عادم أحد الباصات العامة في منطقة قريبة من ميدان تقسيم وسط مدينة إسطنبول التركية.
وقام الخميس، كمال كليتشدار أوغلو زعيم المعارضة التركية أثناء إلقاء كلمته في جلسة البرلمان برفع صورة الطفلة متهماً الحكومة التركية بالتسبب بهذه المظاهر والمأسي بسبب السياسة الخارجية التي وصفها بـ«الخاطئة» للحكومة التركية المشكلة من حزب العدالة والتنمية.
وخلال مناقشة البرلمان لموازنة الدولة للعام المقبل، اعتبر «كليتشدار أوغلو» أن سياسات الحكومة التركية الخارجية «الخاطئة» يدفع فاتورتها الشعب التركي، بعدما اتهمها بأنها أحد أسباب ما يجري في سوريا، بحسب ما جاء في تقرير لـ ” القدس العربي “.
لكن رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو وفي رده وجه انتقادات لاذعة للمعارضة، قائلاً: «هل تعرف يا كليتشدار أوغلو مع من مشكلتنا؟. لدينا مشكلة مع بشار الأسد الذي كان سبب مجيء هذه الطفلة السورية التي رفعت صورتها هنا، وستتواصل مشكلتنا معه، فلو استمعنا لرأيكم ونصيحتكم بإقفال الحدود أمام اللاجئين السوريين لما كانت هذه الفتاة على قيد الحياة الآن».
وتابع أوغلو مخاطباً «كليتشدار أوغلو»: «أما أنتم فبينما كان العرب والتركمان السوريون يـُقصفون ويـُقتلون في اعزاز وحلب وإدلب، أرسلتم وفداً إلى بشار الأسد وصافحتموه». مضيفاً: «أكرر مرة أخرى، أينما وجد ظالم فلنا مشكلة معه، وهذا شرف لنا. وأينما وجد مظلوم فنحن نحتضنه، وهذا شرف لنا».
في سياق متصل، انتقد كيلتشدار أوغلو ما وصفه بـ«قطع العلاقات مع الشعب المصري»، من قبل الحكومة التركية. لكن رئيس الحكومة التركية رد بالقول: «فيما يتعلق بمصر. فليس لنا مشكلة مع الشعب المصري، فهو صديقنا القديم والحميم، أما مع الانقلاببين فلدينا مشكلة، تماماً كما لدينا مشكلة معكم، فأنتم أيضاً انقلابيون».