تعالت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات المحسوبة على التيار العلماني، تطالب بفتح معابد بوذية في مصر على غرار الدول المتقدمة، للانفتاح على العالم، بزعم أن عدد البوذيين في مصر كبير ويحق لهم مطالبة الدولة بإنشاء معابد لهم، خاصة وأن الدستور المصري يكفل حرية الاعتقاد الديني.
وطالب الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، خلال حواره مع أحد الفضائيات مساء أمس، بفتح معابد بوذية -فى مصر من أجل الانفتاح بشكل أكبر على العالم الخارجى والتعايش السلمى، أسوة بما حدث بين الشمال والجنوب فى إندونسيا، بالإضافة إلى الانفتاح على لغات أخرى بخلاف اللغة الإنجليزية.
والبوذية وهي ديانة أرضية، تعرف بأنها “ديانة أتباع الإله بوذا التي تنتشر في شرق وجنوب قارة آسيا”.
وفي وقت سابق، طالب الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية المؤقت السابق، بإعطاء البوذيين حق إقامة معابدهم في مصر، مستنكرًا أن تقتصر ممارسة الشعائر على ثلاث أديان فقط، مستشهدًا بالصين قائلاً: “ماذا لو أغلقت الصين مسجد المسلمين” مطالبًا بمعيد صغير للبوذيين بدعوى حرية التعبير”؟.
وأيد الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية إنشاء معابد للبوذيين إذا كان عددهم في مصر كبير.
واعتبر في تصريح أن ما طالب به الدكتور بطرس غالى يأتي في إطار الانفتاح والحوار بين الثقافات، موضحًا أن الدستور يكفل حرية الاعتقاد الديني فإذا كان عدد البوذيين في مصر كبير فأنه يحق لهم مطالبة الدولة بإنشاء معابد لهم.
غير إن الدكتور عمرو عادل، عضو الهيئة العليا لحزب “الوسط”، رفض ذلك، قائلاً “هناك فارق بين دول تركيبتها السكانية تحتوي أصلاً على تعدد للأديان نتيجة لطبيعة تطورها التاريخي وبين مصر”.
وأشار أن وجود البوذية أو الإسلام أو المسيحية في ماليزيا وإندونيسيا والصين له ظروفه التاريخية، لافتًا إلى أن المسلمين عندما فتحوا تلك البلدان كما في أجزاء من الهند أو تواجدوا بكثافة داخل جنوب شرق آسيا لم يهدموا معابد الأديان الأخرى نظرًا لوجود من يدينون بها، ولم يهدموا المعابد الفرعونية التي كانت تملأ مصر وكان لا يزال من يعبد تلك الإلهة في مصر.
وأضاف لـ”المصريون” أن الدستور المصري في 2012 أكد حرية العقيدة ولكن حصر حرية العبادة في الأديان الثلاث الموجودة فعليا في مصر وأكد أن الدولة تكفل حرية العبادة لأصحابها وتساعد في إنشاء دور لعبادة لهم أما الباقي ومنهم البوذية فهي لا تنتمي للتركيبة المجتمعية الموجودة.
وقال عادل “أعتقد أنه لا علاقة بين التطور أو التسامح وهذا الأمر تحديدًا لأن الهند التي يتحاكى البعض بها في التسامح من كثرة عدد الأديان والإلهة تحرق مساجد المسلمين ويقتلون وكما حدث في كشمير الشرقية من قتل مئات الآلاف من المسلمين ونزوح مثلهم في أيام معدودة لتغيير الخريطة الديمغرافية لها ويحدث الآن في بورما أيضًا.
وأردف: “العجيب أن يتكلم عن الحرية والتسامح اثنان من رموز مساندة الاستبداد؛ فبطرس غالي أحد رموز نظام مبارك وعائلته لها باع طويل فالأول أيد قتل المصريين لصالح الانجليز والآخر وقف مبتسما بجانب شيخ الأزهر وبابا الكنيسة في إعلان بيان الانقلاب العسكري”.
“المصريون”