تأتي زيارة وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف إلى واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي أوباما في ثاني زيارة له خلال 10 أشهر، وبعد 20 يوما فقط من زيارة وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، في ظل تنافس الأميرين على كرسي الحكم بعد الملك عبد الله بن عبد العزيز وكمن يقدم أوراق اعتماده للولايات المتحدة لكي يحظى بالدعم في خلافة الملك.
ويلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في واشنطن، وذلك بعد وصول الأخير إلى واشنطن فجر الاثنين الماضي، في زيارة بدت رسمية للولايات المتحدة الأمريكية تدوم لثلاثة أيام.
وتعد الزيارة هي الثانية للوزير السعودي خلال عشرة أشهر فقط، إذ كان في زيارة لواشنطن في فبراير الماضي، التقى خلالها الرئيس أوباما ورؤساء أجهزة الاستخبارات والأمن، وهي الزيارة التي استنكرتها حركة الإصلاح علي لسان الدكتور سعد الفقيه، حيث قال: بأي حق وزير داخلية يقابل رئيس أمريكا، وقال: إنها لم تكن لتحدث أيام الملك فهد.
ويحظى الأمير محمد الذي عين في نوفمبر 2012، بعد وفاة والده وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز بإشادة من الحكومات الغربية عن دوره في الحملة ضد ما يسمى الإرهاب منذ أن كان مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية.
وسيجري الأمير السعودي مشاورات مع قادة الكونغرس، وكذلك مع مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع.
وكان وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، نجل الملك السعودي الحالي قد زار رسميًا الولايات المتحدة الأميركية الشهر الماضي، استمرت عدة أيام، تلبية لدعوة تلقاها من وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجـل، لبحث تطوير منظومة التسليح والتدريب لدى الحرس الوطني، والتقى خلالها أيضًا الرئيس بارك أوباما، ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي، وعدد من كبار المسؤولين الأميركيين.
الجدير بالذكر أن المغرد السعودي الشهير مجتهد، قد توقع تلك الزيارة قائلًا في تغريدات له علي موقع التواصل الإجتماعي: إن الأمير (متعب بن عبدالله) وزير الحرس الوطني بالسعودية والابن الأكثر نفوذًا للملك، سيزور أمريكا قريبًا، مشيرًا إلى أن (الزيارة في ظاهرها رسمية وباطنها تنسيق مع الجناح المؤيد له وللتويجري في الإدارة الأمريكية ضد محمد بن نايف).
كما كشف «مجتهد» قبل نحو شهر، فى تغريدات له، عن احتدام الصراع داخل القصر الملكي، مرجحًا أن تتم إزاحة (التويجري) من المشهد.
مضيفًا أن من أسباب ذلك أن نية البعض- خاصة من لا يرحبون بالتويجري- تتجه «لإلغاء منصب ولي ولي العهد فور وفاة الملك، ومبايعة سلمان ملكًا وأحمد بن عبدالعزيز وليًا للعهد، ومحمد بن نايف نائبًا ثانيًا»، لافتًا إلى أن (المعركة لم تحسم والملك لا يزال واعيًا رغم مرضه، وابنه متعب لا يزال متطلعًا، وأوراق التويجري لم تحرق كلها، والله وحده يعلم لمن الجولة القادمة).
ولفت الناشط السياسي إلى أن أقوى من يسيطر على المملكة الآن هو «محمد بن نايف» وزير الداخلية، حيث استطاع أن «يكسب أطراف العائلة الحاكمة ويؤمّن نفسه أمريكيًا في منافسة متعب»، مشيرًا إلى أن ذلك يبدو جليًا من خلال (حضور صوره في دعايات اليوم الوطني)، وربما يفسر ذلك حرص الأمير (متعب بن عبدالله) على زيارة أمريكا للتنسيق معها واستجدائها ضد الأمير (محمد بن نايف).
وأكد «مجتهد» أنه بالرغم من اختلاف الأضلع الأربعة، إلا أنهم متفقون في أمور عدة، قائلًا: «الجدير بالذكر أن الأربعة برغم خلافات النفوذ، إلا انهم متفقون على قمع المعارضين، ودعم السيسي وحفتر والحوثيين، وتمويل الحلف الدولي ضد الدولة».