في أعقاب التحقيق معه في الشرطة بتهمة تلقي رشاوى، يقرر عضو الكنيست، بنيامين بن إليعازر، اعتزال الحياة السياسية بعد مرور 30 عامًا في الكنيست
على ضوء الشُبهات ضدّه، في المدة الأخيرة، وبسبب حالته الطبية، أعلن هذا الصباح (الخمس)، عضو الكنيست بنيامين (فؤاد) بن إليعازر عن استقالته من الكنيست. توجه بن إليعازر خطيًّا لرئيس الكنيست وأبلغه عن قراره. لن يتنظر بن إليعازر إلى ما بعد الانتخابات، وهو ينوي الاستقالة من الكنيست فورًا.
“بعد ترددات ليست سهلة، قررت الاستقالة من الكنيست الإسرائيلي”، استهل بن إليعازر رسالته. “كما هو معروف لك، في الفترة الأخيرة، لدي مشاكل صحية، ومن بين أمور أخرى، أنتظر اجتياز زرع كلية. تتطلب مني مواجهة حالتي الصحية معظم وقتي وقدرتي، ولمزيد أسفي فهي لا تتيح لي التركيز على عملي البرلماني”.
30 سنة في الجيش الإسرائيلي و 30 سنة في الحياة العامّة
قدِم بن إليعازر إلى البلاد من العراق في عمر 12 سنة. خدم لمدة 30 سنة كمقاتل وكضابط في الجيش الإسرائيلي. من بين أمور أخرى، كان ضابطًا في منطقة الضفة الغربية، مُنسق أعمال في المناطق وكان الضابط الأول في منطقة جنوب لبنان.
بعد تسريحه من الجيش، توجه بن إليعازر إلى الحياة العامّة. خلال الثلاثين سنة، كان عضو كنيست في تسع فترات تولي وفي الفترة الأخيرة كان يُعتبر عضو الكنيست الأكثر أقدمية. شغل في الماضي منصب وزير الأمن ونائب رئيس الحكومة، وزير البناء والإسكان، وزير البنى التحتيّة، وزير الإعلام ووزير الصناعة والتجارة.
علاقة فؤاد مع رئيس مصر السابق حُسني مبارك
كانت هناك علاقات صداقة حميمة بين فؤاد ورئيس مصر المعزول، حسني مبارك، طوال سنوات والتي عرف عنها الكثيرون. في شهر آذار 2012، نشرت وسائل إعلام في القاهرة مقطعًا تم تسريبه من مذكّرات مبارك، جاء فيه أن مبارك كان يدفع لبن إليعازر راتبًا شهريًّا بنسبة 25 ألف دولار من موازنة الرئاسة.
وفقًا للنشر حول الموضوع، كانت مسألة راتب مبارك معروفة لزكريا عزمن، رئيس ديوان الرئيس المعزول.
أوضح مبارك ذاته أن الراتب الذي كان يدفعه، للوهلة الأولى، لفؤاد، كان هدفه استئجار خدماته كمستشار سياسي للشؤون الإسرائيلية واليهودية، وذكر أن الحديث عن عمل مقبول وليس عن ظاهرة مميّزة، يتخذ فيها فؤاد جانبا.
أنكر فؤاد ذاته النشر وقال إن “الحديث عن ترهات تماما. ذلك ليس صحيحًا أبدًا”.
قبل إقالة مبارك، تحدث الاثنان، وقال مبارك لصديقه القديم إنه لا ينوي اعتزال السياسة وإنه يحب وطنه مصر.
دافع عن سمعته الطيبة
تطرق بن إليعازر في رسالته أيضًا إلى التهم الموجهة ضدّه مؤخرًا. “إضافةً، إلى الصعوبات الصحية، في الأشهر الأخيرة، أدير نضالا حادًا على سمعتي الطيبة”، كتب بن إليعازر لرئيس الكنيست. “أثق تماما بالسلطات القانونية والعدل في دولة إسرائيل، وأنا متأكد، أنه في نهاية الإجراء، سيتم تطهير سمعتي ولن يتم العثور على أي خلل في أعمالي. طوال حياتي العامة، عملت باستقامة، نزاهة وشفافية. أريد متابعة النضال من أجل سمعتي، احترامي ومن أجل الحقيقة”.