اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن إحالة السلطات الأردنية نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، زكي بني أرشيد، إلى المحاكمة، اليوم الاثنين، بتهمة القيام بأعمال من شأنها تعكير صفو علاقات المملكة مع دولة أجنبية، بمثابة تحذير من أن صبر النظام الملكي على وشك النفاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات الأردنية كانت متغاضية عن تصريحات بني أرشيد المستفزة لفترة طويلة، والتي نشرها علانية في وسائل الإعلام المختلفة، منتقدًا الإصلاحات السياسية “الهزيلة” بالبلاد، ومتهمًا الحكومة بالتقارب مع الولايات المتحدة فيما يسميه “سبب الطغيان في الشرق الأوسط”، حيث لم تكن الحكومة تراه كتهديد لها.
لكن الموقف تغير حينما نشر بني أرشيد هجومًا على الإمارات يوم 17 نوفمبر الماضي، من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وذلك بعد أن صنفت الإمارات الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، ووصفها بـ”الشرطي الأمريكي” في المنطقة، و”السرطان في جسد العالم العربي”.
ولذلك، اعتقلت السلطات الأردنية بني أرشيد، ووجهت اتهامات إليه بالإضرار بعلاقة المملكة مع الدول الأجنبية، كما خسر النقض للخروج بكفالة، ويقبع الآن في السجن منتظرًا محاكمته التي قد تودي به إلى ما لا يقل عن سنتين في السجن.
وذكر المحللون السياسيون، أن السبب في التحوُّل المفاجئ للمملكة تجاه بني أرشيد هو أنه تجاوز الخطوط السياسية المسموح بها، من خلال شن هجوم عنيف على دولة الإمارات، الحليف المهم للأردن، وهي إحدى دول المنطقة – بجانب مصر والسعودية – التي تشارك في حملة للقضاء على الإخوان المسلمين.
ولا يتوقع المحللون أن تنضم المملكة الهاشمية إلى المصريين والسعوديين في تضييق الخناق بشدة على جماعة الإخوان التي تنشط منذ فترة طويلة بشكل قانوني في الأردن ولديها حزب سياسي خاص بها.
وبدلاً من ذلك، يرى المحللون أن اعتقال بني أرشيد وقياديًا آخر تابعًا للجماعة بمثابة تحذير من أن صبر المملكة الأردنية على الإخوان المسلمين على وشك النفاد.
وقال مروان شحادة، المحلل السياسي في عمان: “كان انتقاد بني أرشيد للإمارات فرصة لأن تعتقل السلطات الأردنية أخيرًا أهم شخصية داخل جماعة الإخوان المسلمين، وأن ترسل رسالة لأعضاء الجماعة بأن يُبقوا أفواههم مغلقة”.
يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين هي أكبر حركة معارضة في الأردن، ومعروفة بأنها تدفع بحماس للإصلاح الديمقراطي، بهدف الحد من السلطة المطلقة نسبيًا للملك عبد الله الثاني، لكنها لا تدعو إلى الإطاحة بالنظام الملكي، ولا حتى خلال الأيام التي اشتعلت فيها ثورات الربيع العربي.