قال مسؤولون أمريكيون كبار إن الولايات المتحدة ليس لديها آمال تذكر في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في ليبيا لأن دولا في الشرق الأوسط تتحدى المطالبات بإنهاء الحرب التي تدور بالوكالة في البلاد.
ووجه مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا برناردينو ليون الأسبوع الماضي الدعوة للفصائل الرئيسية للاجتماع يوم الثلاثاء لبدء حوار بروح من “الموضوعية والمصالحة” ولكن لم يتم الإعلان عن موعد ومكان اللقاء.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مصر والإمارات العربية المتحدة وقطر وجميعها دول حليفة للولايات المتحدة تواصل حث الفصائل المحلية على القتال بدلا من المصالحة.
وتساءل مسؤول أمريكي رفيع طلب عدم الإفصاح عن اسمه “ما هو الهدف؟ ما هي خطة النجاح هنا؟ يبدو جليا أنه كلما زاد عدد الدول الأجنبية الضالعة في ليبيا زادت حالة عدم الاستقرار.”
وتدعم مصر والإمارات العربية المتحدة الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة عبد الله الثني التي تعمل في شرق البلاد. ويقول مسؤولون أمريكيون إن قطر تساعد قوات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس ولكن قطر تنفي ذلك.
وفي الأسبوع الماضي قالت حكومة الثني في بيان إن قواتها بدأت هجوما عسكريا لاستعادة طرابلس. وتحالفت حكومته مع اللواء السابق خليفة حفتر الذي أعلن الحرب على الإسلاميين في مايو أيار.
ويقول محللون أمريكيون إن الحكومة المصرية بشكل خاص قوضت في الأسابيع الماضية المساعي الدبلوماسية من خلال دعمها لحفتر الذي شن سلسلة من الضربات الجوية. وقالوا إن ذلك شجع الثني.
وقالت كلوديا جازيني المحللة البارزة في شؤون ليبيا في مجموعة الأزمات الدولية المستقلة إن القوات الشرقية نما لديها اعتقاد مفاجئ فيما يبدو أن بمقدرها استعادة البلاد بأسرها. وقالت “لا أعتقد أن هذه العقلية ممكنة من دون دعم مصر سرا وعلانية.”
وشدد المسؤولون الأمريكيون البارزون على أن الانقسامات القبلية والسياسية العميقة هي المصدر الجوهري للصراع الذي اندلع بعد انتفاضة عام 2011 المدعومة من حلف الأطلسي والتي أنهت حكم معمر القذافي.
وجعلت مصر والإمارات العربية المتحدة ليبيا جزءا من حملتها لسحق جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الإسلاميين معلنة إياها جماعة إرهابية. وتؤيد قطر الإخوان وغيرهم من الإسلاميين الذين تقول إنهم معتدلون.
وفي نموذج مشابه لما يجري في سوريا فإن الفوضى الناتجة تفيد الجماعات الليبية المتشددة التي أعلن بعضها نفسه حليفا لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول رفيع آخر في الإدارة الأمريكية “ما لا نراه حتى الآن هو كيف نربط هذه الأشياء بعضها ببعض.”
وتقول واشنطن إنها قضت شهورا وهي تحاول تخفيف الخصومات داخل ليبيا وخارجها. والتقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في سبتمبر أيلول مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة وحثه على ترك الليبيين يقررون مصيرهم بأنفسهم.
وفي نوفمبر تشرين الثاني هدد مسؤولون أمريكيون بفرض عقوبات على الفصائل الليبية التي تواصل القتال وحثوا القوى الإقليمية على دعم الحوار لا التحرك العسكري.
ولكن بعد أسبوعين دعا السيسي الولايات المتحدة إلى مساعدة رئيس الوزراء المنتخب في ليبيا في سحق إسلاميي ليبيا.
وقال بن فيشمان الخبير في شؤون ليبيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن نية واشنطن كانت تتركز بوضوح على حملتها على مقاتلي الدولة الإسلامية.
وأضاف “ما دام التركيز الأساسي للسياسة الأمريكية في المنطقة ما زال هو الدولة الإسلامية وإيران… فمن الصعب للغاية تشكيل تحالف جديد في محاولة لتصحيح المسار في ليبيا.”