ازدحمت مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بالصور الساخرة التي انشغل النشطاء المصريون في رسمها أو تركيبها طوال الأيام القليلة الماضية في إطار السخرية من القرار القضائي الذي انتهى بتبرئة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، فيما غصت الصفحات الالكترونية بالمقالات والمداخلات التي تسخر من قرار تبرئة مبارك، وهو القرار الذي تحول إلى «نكتة» تشغل المصريين.
وانشغل العديد من النشطاء طوال الأيام الماضية في رصد حالة التناقض حيال حكم البراءة الصادر بحق مبارك بالمقارنة مع أحكام الإعدام بالجملة التي صدرت ضد المعارضين لنظام عبد الفتاح السيسي أو المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، حيث «نجح القضاء في إثبات تهمة القتل على المئات بينما فشل في إثبات التهمة على شخص واحد قام بقتل المئات خلال ثورة يناير» على حد تعبير البعض.
وبينما تحولت براءة مبارك إلى حديث الساعة على مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة، انشغل نشطاء بانتاج الصور المركبة الساخرة، ورسم الكاريكاتورات التي تتناول حكم البراءة.
ورصد عدداً كبيراً من الصور والرسومات الساخرة التي تناولت بالتعليق حكم البراءة الذي حظي به الرئيس المخلوع حسني مبارك، فيما قال أحد النشطاء أن «الصور المركبة الساخرة، والرسوم الكاريكاتورية، هي أكثر ما ميز موجة الاحتجاج على حكم البراءة الذي حصل عليه مبارك أخيراً».
ويظهر في إحدى الصور الرئيس المخلوع مبارك وهو داخل القفص في المحكمة مخرجاً لسانه من فمه، في حالة سخرية واضحة من المتظاهرين والثوار الذين أطاحوا به، حيث انتهى به الأمر بريئاً من كل التهم التي كانت موجهة له، فيما ظهر مبارك داخل القفص في صورة أخرى ومكتوب بجانبه: «طب يدفع غرامة، طب ينزل 10 ضغط، طب القاضي كان شخط فيه حتى.. أو قاله ما تعملش كدا تاني.. أي حاجة طيب!»، وذلك في إشارة إلى أن القضية انتهت دون أي عقوبات لمبارك ولو كانت عقوبة خفيفة، حيث لم يتم حتى تأنيبه على ما فعل خلال ثورة يناير.
وبينما كان النشطاء على الانترنت يتداولون الصور الساخرة، كان آخرون يتداولون عبارات السخرية والتعليقات الغاضبة بسبب الحكم على مبارك بالبراءة، حيث استهجن النشطاء صدور أحكام بالاعدام ضد 188 شخصاً بسبب تورطهم في مقتل 11 شخصاً في جريمة الكرداسة، بينما حصل مبارك على البراءة في قضية قتل مئات المتظاهرين.
وكتب الناشط عمرو عبد الهادي تغريدة على «تويتر»: «188 إخوان إعدام على 11 ضابط قتيل في الكرداسة، و11 براءة لمبارك على 238 شهيداً من الثورة.. أنا فقدتُ آدميتي أمام هؤلاء القضاة».
وكتب ناشط آخر على «تويتر»: «القضاء المصري حكم اليوم على فتاة عمرها 17 سنة بالسجن سنتين بتهمة حيازة دبوس رابعة.. شافوا الدبوس وما شافوش فساد 30 سنة من حكم مبارك!».
وكتب الناشط اليساري المشهور وائل عباس معلقاً على حكم البراءة الصادر بحق مبارك: «فلنتذكر سوياً من الذي ألقى القبض على مبارك؟.. شرطة مبارك، بأوامر من نيابة مبارك، ليمثل أمام قضاء مبارك».
وكانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة محمود الرشيدي قضت الأسبوع الماضي بانقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه وحسين سالم، في قضية الفساد المالي بمضي المدة على تلك التهم، وبرأت مبارك في قضية تصدير الغاز لإسرائيل، وقضت بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية المقامة ضده في قضية قتل المتظاهرين، لأنه سبق صدور أمر ضمني بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية من قبل النيابة العامة.
كما حكمت المحكمة بالبراءة لوزير الداخلية في نظام مبارك حبيب العادلي ومساعديه الستة في قضية قتل المتظاهرين، وبرأتهم ـ أيضاً ـ في الاتهام الموجه لهم بالتسبب في إلحاق ضرر جسيم بأموال ومصالح جهة عملهم.
ولاحقاً لصدور هذه الأحكام نزل عشرات آلاف المصريين إلى الشوارع للاحتجاج، وهو ما دفع النائب العام هشام بركات للتقدم بطعن في هذه الأحكام، حيث أكد بيان صادر عن مكتب النائب العام أنه تقرر الطعن في الحكم البراءة الصادر بحق المخلوع مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من كبار مساعدي الأخير ورجل الأعمال الهارب حسين سالم.
وجاء في البيان أن «فريقاً من المكتب الفني التابع لمكتب النائب العام انتهى من إعداد دراسة لأسباب الحكم بالبراءة، وقرر النائب العام الطعن على الحكم بناء على ما انتهت إليه الدراسة من وجود عوار قانوني شاب الحكم».
(القدس العربي)