فتح توقيع بريطانيا مع البحرين اتفاقا لإقامة قاعدة بحرية لها التساؤلات حول ازدياد السيطرة العسكرية الغربية والأمريكية على الخليج، والتي تأتي تحت دعوات محاربة الإرهاب.
وكانت صحف بريطانية قد قالت – منذ قرابة 3 شهور – إن المملكة المتحدة تخطط لإنشاء قواعد عسكرية وبحرية لها في الخليج العربي، خاصة في الإمارات والبحرين وعمان.
من جهتها قالت التايمز البريطانية – في تقرير لها نشرته في العاشر من سبتمبر الماضي – إن قرار بريطانيا بإنشاء تلك القواعد العسكرية جاء في إطار التحضيرات التي تقوم بها لمحاربة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وأوضحت الجريدة أن وجود القوات البريطانية في الخليج سيعزز من قدراتها على القيام بالتدريب والمناورات العسكرية مع “دول صديقة بالمنطقة”، مشيرة إلى أن ذلك يأتي ” كجزء من خطة طويلة لتحقيق الاستقرار في منطقة تعتبر تهديدا على الغرب”، بحسب ما قالته الجريدة.
ونقلت التايمز عن السفير البريطاني الأسبق في الأمم المتحدة، جيريمي غرينستوك، تأكيده أن الوجود العسكري البريطاني سيمنع توسع الجماعات الجهادية، مبينا أنه سيكون صعبا على الخلايا الجهادية الداخلية في البحرين والإمارات أو أي مكان التفكير بمواجهة الحكومة حين يشاهدون وجود قوات مدربة ومسلحة مع الحكومة.
وتعتزم بريطانيا – بحسب التايمز – إعادة استغلال قاعدة المنهاد في الإمارات لتدريب القوات البريطانية مع القوات الإماراتية، حيث تتمركز فرقة مشاة بريطانية في القاعدة، بالإضافة إلى أنها تعمل على إنشاء مركز تدريبي في عمان مشابه لمركز تدريب القوات البريطانية في كينيا.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن المملكة المتحدة ترغب في توسعة موانئ بحرينية ليتسنى لها استقبال وخدمة بوارج وسفن حربية أكبر، وهو ما تم وضعه في الاتفاقية التي تم توقيعها اليوم.
وبينت التايمز أن سياسة تعزيز الوجود البريطاني في الخليج، تأتي ضمن إعادة رسم الاستراتيجية العسكرية البريطانية بعد الخروج من أفغانستان، وإعادة توزيع القوات البريطانية في البؤر المهمة حول العالم.
وكانت فرنسا أيضا قد افتتحت لها قاعدة عسكرية في أبو ظبي عاصمة الإمارات، في 2009، ضمن خطة لم تكتمل للانتشار العسكري في الخليج، وتعتبر تلك القاعدة هي الأولى لفرنسا خارج إفريقيا التي يوجد لباريس فيها وجود عسكري ضخم وقواعد عسكرية منتشرة في كثير من البلدان التي كانت واقعة تحت الاحتلال الفرنسي خلال القرن الماضي.
واعتبرت الحكومة الفرنسية – وقتها – افتتاح القاعدة العسكرية في أبو ظبي تعزيزا للعلاقة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، كما أنها تأتي دعما لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، كما أوضح وزير الدفاع الفرنسي آنذاك، أن فرنسا لابد أن تكون حاضرة في الخليج.
ويعتبر الوجود العسكري الأمريكي في الخليج هو الأكبر من حيث الانتشار والعدد والعتاد، حيث يوجد قواعد عسكرية وقوات أمريكية في كل دول مجلس التعاون الخليجي، تقريبا، والتي بدأت بالتوسع مع حرب الخليج الثانية بعد الاحتلال العراقي للكويت، ثم توسعت بشكل مضاعف إبان الاحتلال الأمريكي للعراق بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وكان الوجود العسكري الأبرز للقوات الأمريكية حتى حرب العراق في المملكة العربية السعودية، حيث كانت تتواجد القوات العسكرية الأمريكية في أكثر من 13 منطقة ومدينة عسكرية سعودية، غير أنه تم سحب معظم هذه القوات منذ 2003 إلى قطر، وبقي ما يقرب من 500 جندي في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض.
وتوجد في قطر قاعدة العديد الجوية، التي تحولت إليها معظم القوات الأمريكية في السعودية، وفيها مقر مركز العمليات القتالية الجوية الأمريكية وقيادة المنطقة الوسطى العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، ولديها قدرة استيعابية لأكثر من 100 طائرة على الأرض، بالإضافة إلى كميات كبيرة من العتاد العسكرية، ويصفها مراقبون بأنها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة.
ويملك الجيش الأمريكي في البحرين قاعدة الجفير العسكرية التي تتمركز فيها قيادة الأسطول البحري الأمريكي الخامس، والتي أصبحت المقر العام للقوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى من العالم الواقعة ما بين آسيا الوسطى والقرن الإفريقي CENTCOM من 1993 ويخدم في الأسطول الخامس 4200 جندي أمريكي، ويضم حاملة طائرات أمريكية وعددًا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود المتمركزة بقاعدة الشيخ عيسى الجوية.
ويبلغ عدد القوات الأمريكية في الكويت أكثر من 130 ألف جندي أمريكي بكامل عتادهم العسكري، ومن كافة افرع الجيش الأمريكي، ويشكل معسكر الدوحة اكبر معسكرات القوات الأمريكية في الكويت والذي يوجد أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، بالإضافة إلى وجود معسكرات أخرى مثل قاعدة علي السالم الجوية التي تضم الفرقة الجوية رقم 386 إضافةً إلى معسكر عريفجان ومعسكر التدريب فرجينيا.
وفي الإمارات توجد قاعدة الظفرة الجوية التي يوجد بها مستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجيستي، إضافة إلى ميناءين هامين يطلان على مياه الخليج العميقة، الأمر الذي يبرز أهميتهما بالنسبة للسفن العسكرية الكبيرة، أما في عمان فتملك فيها أمريكا قاعدة جوية، تتمركز بها قاذفات طراز (B1) وطائرات التزود بالوقود.