استوقفت السلطات المصرية مدير التصوير السينمائي، إيهاب عسر، الذي وفد إلى القاهرة برفقة المخرج الفلسطيني، هاني أبو أسعد.
ووصل عسر برفقة أبو أسعد إلى مطار القاهرة الدولي صباح يوم الخميس، قادما من الأردن، لمعاينة مواقع تصوير عدد من مشاهد فيلمه الجديد في مصر.
وبحسب المنتج المنفذ للفيلم في مصر، محمد حفظي، احتجزت سلطات المطار عسر، ومنعته من الاتصال بأي أحد.
وعلم حفظي وأبو أسعد بترحيل عسر بعد عودته إلى الأردن. وأبلغتهم سلطات المطار أن الترحيل جاء لدواع أمنية، لكن لم تفصح عنها.
ويقول حفظي: “كان اتصالنا مع السلطات عن طريق وزارة الثقافة ونقيب السينمائيين، ولم يسمح لنا بالتواصل مع عسر. ولا أدري ما الأسباب الأمنية الممكنة، فهو فلسطيني مسيحي بلا انتماءات سياسية”.
لكن سلطات الجوازات في مطار القاهرة قالت إن عسر لم يحصل على تأشيرة مسبقة لدخول مصر، وأكدت أنه لا يوجد مانع قانوني من دخوله البلاد.
ويدرس أبو أسعد نقل تصوير مشاهد الفيلم خارج مصر، لعدم إمكانية الاستغناء عن مدير تصويره، عسر، الذي تعاون معه من قبل في فيلم “عمر”.
ويعد أبو أسعد من أهم المخرجين الفلسطينيين عالميا، إذ حصل على عدد من الجوائز العالمية. كما رشح لجائزة الأوسكار مرتين، عن فيلمي “عمر” و”الجنة الآن”.
وأثار ترحيل عسر استياء عدد من صناع السينما في مصر، الذين رأوا فيه تعسفا وإجحافا غير مبرر.
ويقول المخرج المصري، عمرو سلامة، إن الحدث لا يضر بسمعة مصر واقتصادها فحسب، بل “يطرح تساؤلات وتأملات حول دور الدولة الأمنية، وحول الضرر الذي يسببه هذا الهلع الأمني على كل القطاعات الأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر”.
وقائع متكررة
وهذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، ففي يونيو/حزيران الماضي، منعت السلطات المصرية دخول المخرج السوري، محمد ملص، ولم تمنحه تأشيرة الدخول.
وكان ملص رئيس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة. وأراد دخول مصر لحضور المهرجان.
وعلق الكاتب السينمائي، محمد دياب، على تكرار هذه الوقائع، فقال عبر حسابه على فيسبوك: “تكرار مثل هذه الحوادث كارثة ثقافية ومادية. فعلى عكس كل بلدان العالم التي تحاول جذب تصوير الأفلام إليها بكل المغريات، نتفنن نحن في إبعاد كل من يتجرأ ويقرر أن يأتي علي مسؤوليته”.
وفي سياق متصل، أمر النائب العام المصري بالتحقيق في بلاغ مقدم ضد الممثل خالد أبو النجا، والمغني محمد عطية، يتهمهما بإهانة المؤسسة العسكرية والتحريض على التظاهر ضد رئيس الجمهورية.
وتعرض أبو النجا للهجوم بسبب تصريحاته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، احتجاجا على إلغاء بعض فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي لأسباب أمنية غير معروفة. واتهم فيها الحكومة بالتضييق والفشل الأمني.
مها القاضي
بي بي سي