قال موقع “ديلي بيست” إن مقتل مدرسة أمريكية في أبو ظبي يحرج سلطات الإمارات، التي تتفاخر بحربها على الإرهاب.
وكتب كريس ألبريتون: “قام شخص يلبس زي إماراتية، بقتل معلمة أمريكية في حمام في مركز تسوق، فهل تفوق الإرهابيون على أمن أبوظبي؟”.
ووصف الكاتب طعن المعلمة الأمريكية البالغة من العمر 37 عاما باللغز المحير، “ولكنه يعد خرقا كبيرا للإجراءات الأمنية في دولة الإمارات العربية، التي تتحدث عن جهودها في مواجهة التطرف الإسلامي، وتزعم أنها واحة للأمن والهدوء في منطقة مضطربة”.
ويبين الموقع أن مقتل المعلمة الأمريكية جاء بعد أسبوع من تحذير السفارة الأمريكية في أبو ظبي للرعايا الأمريكيين، بعد قيام موقع جهادي بالدعوة لقتل الأساتذة الأمريكيين العاملين في الشرق الأوسط.
ويجد التقرير أنه رغم ذلك فإنه لا تعرف بعد طبيعة الهجوم، وإن كانت دوافعه إرهابية.
ويشير التقرير إلى أن الأمريكية قتلت في “بوتيك مول”. وقامت وزارة الداخلية الإماراتية بنشر لقطات فيديو أظهرت شخصا ضخما بعباءة نسائية، حيث شوهد وهو يتحدث لأحد الحرس، وتناول صحيفة ثم دخل الحمام. وبعد 90 دقيقة شوهدت نساء يخرجن من الحمام مذعورات، وحاولت إحداهن الوقوف أمام الشخص الأسود ثم تراجعت مسرعة، حيث مضى إلى المصعد. وشوهد الشخص بعد ذلك يغادر مركز التسوق، تاركا وراءه الزي الأسود. ونقلت الأمريكية الجريحة سريعا إلى مدينة خليفة للخدمات الطبية، حيث ماتت متأثرة بجراحها.
وينقل الموقع عن عامل مطعم قريب قوله إنه سمع أصوات جدال داخل الحمام، ما يعطي فكرة أولية عن القاتل وأنه قد يكون امرأة. وقال العامل لصحيفة “ناشونال” الإماراتية الناطقة بالإنجليزية إنه سمع صوت امرأة تقول لأخرى “اجلسي وإلا قتلتك، وسمعت أخرى تحاول الاستغاثة، وفي ذلك الوقت كان هناك ثلاثة منا خارج الحمام، وأسرع أحدنا لإحضار الأمن”.
ويذكر التقرير أن السفارة الأمريكية في 29 تشرين الأول/ أكتوبر كانت قد حذرت المواطنين الأمريكيين بالقول “هناك معلومات وضعها مجهول على موقع جهادي يدعو لقتل المعلمين الأمريكيين وغيرهم من المعلمين الأجانب في الشرق الأوسط”.
وقال البيان إن البعثة الأمريكية ليست لديها معلومات موثوقة عن هجوم محدد ضد أمريكيين، مدارس أو أفراد في الإمارات العربية المتحدة، ورغم ذلك تقوم البعثة بالتعاون مع المدارس المحلية، التي يعمل فيها أمريكيون لمراجعة الإجراءات الأمنية، بحسب الموقع.
ويرى التقرير أن عملية القتل تمثل فشلا أمنيا مثيرا للدهشة للسلطات الإماراتية التي تعد من الدول المستقرة، ونسبة 85% من سكانها من الأجانب. وتعد جزيرة ريم، التي يقع فيها “بوتيك مول”، من المناطق الراقية والأكثر أمنا في الدولة النفطية الغنية.
وتعلق ناتالي كانتيني، المدرسة الإيطالية – الأسترالية، للموقع “أجد سهولة بالعيش كغربية، وهناك الكثير من الأشياء حولنا وهي مكان حضاري بامتياز”.
ويلفت التقرير للتعاون الأمني والعسكري الأمريكي- الإماراتي، حيث يقوم الطيارون الأمريكيون والإماراتيون بطلعات من قاعدة الظفرة القريبة من أبو ظبي لضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، ولا يعرف إن كان هذا التعاون سببا في هجوم الإثنين الذي لم تحدد دوافعه بعد.