“حمدين صباحي رجل وطني، وترشحه للرئاسة ينجح العملية الديمقراطية في مصر بعد 30 يونيو”.. كلمات ترددت على ألسنة الكثير من الأحزاب والقوى السياسية، خاصة المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدما أعلن صباحي ترشحه للانتخابات الرئاسية 2013، في الوقت الذي كان يرى البعض أنه محلل.
“حمدين صباحي يغازل الشباب ويهين القضاء ويحول دون استقرار مؤسسات الدولة”.. هذا أيضًا هو صباحي لكن بعد أن طالب الرئيس السيسي بأن ينحاز للثورة، ورفضه براءة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ومعاونيه من قتل متظاهري ثورة يناير.
وقال ماجد موسى، نائب رئيس حزب مصر الحديثة: حمدين صباحي يسعى من خلال تصريحاته الأخيرة ضد النظام الحالي بعد براءة مبارك لتحقيق أهداف شخصية، وعلينا جميعا أن ننتبه إلى ذلك جيدا وألا ننجرف وراءه، مشيرا إلى أن مطالبة صباحي بإعادة محاكمة مبارك دون وجود سبب قانوني أمر مرفوض ويحدث بلبلة في المجتمع المصري.
وأضاف: يجب أن نطوي صفحة مبارك وننظر للمستقبل؛ لأنها أصبحت ماضيًا، مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلى توحد الجميع والتفافهم حول القيادة السياسية ودعمها في قراراتها ونبحث عن مشاريع قومية جديدة، مثل قناة السويس لتخرج البلاد من الحالة التي تمر بها وتعيدها لمكانتها الطبيعية مرة أخرى.
المصير السجن
كما رفض محمد الأمين، المتحدث باسم حزب المحافظين، اتهام حمدين صباحي، الرئيس السيسي بعدم مساندة الثورة، مشددًا على أن السيسي ساند ثورة يناير ويحترم أحكام القضاء.
وأشار أمين إلى أن تصريحات صباحي غير مدروسة ومتسرعة، مضيفًا: الرئيس المعزول محمد مرسي كان مصيره السجن؛ لعدم احترامه القانون وأحكام القضاء، وهو نفس مصير صباحي إن استمر في عدم احترامه للقضاء وأحكامه.
ورأى أن “صباحي يحاول الظهور مرة أخرى على الساحة السياسية بعدما اختفى وميضه من خلال هذه الدعوة غير المسؤولة التي تتعارض مع مطلب شعبي عام بعدم التدخل في شؤون القضاء”، لافتا إلى أنه من المفترض أن يكون صباحي تجاوز مرحلة المراهقة السياسية ووصل إلى سن النضج السياسي.
محاكمة شعبية
كما أصدرت بعض القوى السياسية والأحزاب بيانا تطالب فيه بمحاكمة شعبية لصباحي عاجلة؛ لعدم احترامه الأحكام القضائية، ووقع على البيان، حزب الاستقامة، حزب فرسان مصر، حزب مصر المستقبل، حركة شركاء من أجل الوطن، حركة مصر فوق الجميع، وحركة ليه لا، وحركة متحدى الإعاقة، ومنظمات الشباب المصري، وهيئة اليد المصرية، والتيار الوحدوى المصري، والتيار الشبابي الحديث.
تصريحات هوائية
فيما يرى المستشار يحيى قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، أن اعتراض حمدين صباحي على أحكام القضاء خطأ كبير لا يصدر من سياسي هاو، مشيرا إلى أنه كيف كان صباحي سيحكم مصر لو أصبح رئيسًا؟ فهو بذلك كان سيتدخل في الأحكام القضائية، فلا يحق له أن يطلب من الرئيس التدخل في القضاء؛ لأنه بذلك يهدم مؤسسات الدولة.
وأشار قدري، إلى أن صباحي يلعب على وتر الشباب ويغازلهم، بأن يحاول الظهور أمامهم وكأنه الوحيد الذي يدافع عن ثورة يناير وشهدائها، رافضًا فكرة تحريك دعاوى قضائية ضد صباحي، أو إرجاع رفض بعض السياسيين لتصريحاته بأنه هجوم على ثورة يناير، فالثورة لا يجب أن نختصرها في صباحي.
دافع عن الثورة
فيما يرى الدكتور فريد زهران، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي، أن الهجوم على صباحي يأتي في إطار الخطة الممنهجة للقضاء على أي صوت يدافع عن ثورة يناير وعن حقوق شهدائها، والهجوم عليه لأنه قال ما لا يريدون سماعه، فلو خرج وأثنى على القضاء والحكم لصار بطلاً شعبيًا.
وأشار زهران إلى أن هناك تيارين ينفذان هذا الأمر، أولهما المدافعون عن مبارك ويرغبون في عودة دولته، وثانيهما من يرى أن الاعتراض على الأحكام التي صدرت لمبارك وأعوانه إهانة للقضاء، مضيفًا: هناك بعض الدعاوى القضائية حركت ضد صباحي وأي صوت مدافع عن الثورة؛ وتوجد خطة أخيرة لإجهاض ما تبقى من 25 يناير.
مصر العربية