مثلما شكل الحكم بتبرئة الرئيس المخلوع مبارك وأركان حكمه صدمه لدي غالبية المصريين، وأثار جدلا لم ينقطع، شكل الحكم أيضا حالة من الحيرة والتساؤل عما سينتج عنه بين الصحف والمواقع الأجنبية.
ودارت أغلب التحليلات والآراء حول نتائج تبرئة مبارك حول عدة أراء واحتمالات منها: أن الحكم رسخ بذلك أركان الدولة العميقة التي كانت موجودة في عهد مبارك ولا تزال، وأنهي ما يسمي الربيع العربي في مصر رسميا، بعد سحق الجيش الربيع المصري وحقق قائده السابق ومدير مخابرات مبارك الحربية السابق – قائد الانقلاب الحالي (السيسي) – انتصارا كاملا علي الربيع العربي.
كما أشارت صحف إلي أن هذا الحكم معناه تبرئة مسئولي حكم السيسي من أي اتهامات مستقبلية بقتل المتظاهرين كما يحدث حاليا، ويشجعهم علي المضي قدما في تنفيذ سياسات بطش أمنية وقمع للحريات والديمقراطية، مستفيدين ايضا من رغبة بعض المصريين في إنهاء حالة الفوضى وعدم الاستقرار الحالية ولو بدون ديمقراطية.
وكان المحور الأخر المهم الذي اهتمت بهم الصحافة الأجنبية هو تقديم العزاء للمصريين في العدالة والقضاء المصري بعدما انهارت ثقة المصريين في القضاء المصري الذي قضي بعشرات السنين والإعدام علي معارضي النظام الحالي من المتظاهرين، بينما برأ مبارك وأعوانه تماما.
وكان القاسم المشترك بين أغلب الصحف الأمريكية والبريطانية هو التأكيد علي أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقف عاجزة عن معاتبة مصر أو نقد تبرئة مبارك، لسبب أساسي هو انشغالها في حربها ضد داعش، وحاجتها أيضا لمصر التي تدعمها دول الخليج التي تشارك أمريكا التحالف الدولي لضرب الدولة الإسلامية “داعش”.
ديلي بيست: الجيش يسحق الربيع العربي
موقع “ديلي بيست” تحدث عن سحق الجيش المصري للربيع العربي بعد براءة مبارك التي اعتبرها تشير إلى للانتصار الكامل للجيش على الربيع العربي، وقال أن خصوم مبارك يعتبرون حكم المحكمة “ذروة الثورة المضادة التي يقودها رجل مبارك القوي الذي كان يومًا ما مدير المخابرات الحربية والاستطلاع وهوعبد الفتاح السيسي الذي انتخب رئيسًا للبلاد في مايو الماضي”.
وقال الموقع في مقال كتبه الصحفي والمذيع Jamie Dettmer بعنوانMubarak’s Acquittal Signals Complete Triumph of Military Over Arab Spring أي “براءة مبارك تشير إلى الانتصار الكامل للجيش على الربيع العربي”، الأحد 29 نوفمبر الجاري أنه “نشطاء الديمقراطية في مصر يعتبرون الحكم إيذانا بعودة “الدولة العميقة” التي كانت موجودة في عهد مبارك”.
وذكر الموقع أنَّ حكم البراءة يتناقض بشكل ملحوظ مع طريقة تعامل القضاء المصري مع سجن المئات من الإسلاميين والنشطاء اليساريين الذين احتجوا على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو من العام الماضي.
وقال: “في حين أن النشطاء من مختلف الانتماءات السياسية يستشيطون غضبًا من حكم براءة مبارك، إلا أنه ليس من المؤكد أن رد فعل معظم المصريين سيكون غاضبا بنفس الدرجة كما كان من قبل، بسبب المصاعب الاقتصادية والعنف السياسي الذي اجتاح مصر منذ بداية الربيع العربي، والذي أثار حنين البعض إلى عهد مبارك، أو على الأقل الحنين إلى الحكم القوي، وهو ما ساعد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي على اتخاذ إجراءات صارمة ضد النشطاء السياسيين والمعارضة”.
وقال التقرير أن إدارة أوباما لن تعترض غالبا علي الحكم بعدما صمتت في الأشهر الأخيرة علي قمع الديمقراطية، بسبب حاجتها إلي مصر والنظام العسكري الحالي لمواجهة الصعود المتزايد لـ “الدولة الإسلامية” داعش، خصوصا أن السعودية ساندت مصر ماليا ضد تقليص أميركا المساعدات العسكرية عقابا لها على القمع الدموي للإسلاميين وانتهاكات حقوق الإنسان.
ونقل الموقع عن والد أحمد خليفة البالغ من العمر تسعة عشر عاما والذي قتل في عام 2011 قوله: “هذا حكم سياسي.. الحكم بالنسبة لنا مثل ضرب الرصاص”، وأن أقارب الثكلى صرخوا يجب أن يعدم مبارك
الجارديان: ذروة الثورة المضادة
وعلي نفس المنوال وصفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الحكم بأنه “ذروة الثورة المضادة” التي يشرف عليها ا عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى أن القرار أحبط ثوار يناير أكثر من أي شئ مضى”.
وقال باتريك كينجزلي مراسل الصحيفة تحت عنوان: Hosni Mubarak cleared of conspiring to kill protesters in Egypt’s 2011 uprising، أي “إعفاء مبارك من تهمة قتل المتظاهرين في انتفاضة 25 يناير”، أن الحكم مثل لثوار مصر أوج الثورة المضادة التي يشرف عليها رئيس الانققلاب الجديد، عبد الفتاح السيسي، الذي كان رئيس الاستخبارات العسكرية في عهد مبارك.
ونقلت عن الناشط في حركة 6 أبريل أحمد عبد الله قوله: “محبطون جدا .. رأيت دماء الناس الذين لقوا حتفهم في يناير كانون الثاني عام 2011، وكنت أحمل بعض منهم نفسي. يا له من عار للنظام القضائي، يا له من عار لمصر كدولة”.
وأضاف للصحيفة أن “الحكم لم يكن مستبعدا، فنظام مبارك لم يسقط، وقتل المتظاهرين مستمر، فلماذا يدينون مبارك بشئ يفعلون مثله بل أكثر؟
لوس أنجلوس: لا ثقة في القضاء
قالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية أن الحكم قضي علي ثقة المصريين في القضاء المصري، وأنهم لم يعد لديهم سببا للثقة في النظام القضائي في ظل الأحكام الجائرة على مئات المصريين يوميا لمشاركتهم في احتجاجات في حين يتم تبرئة الرئيس المخلوع من تهمة قتل المتظاهرين وقضايا فساد، مشيرة إلى أن القضاء ابتسم لمبارك في قضيته بينما تواجه شخصيات بارزة في ثورة 25 يناير عقوبات قاسية من قبل هذا القضاء لمشاركتهم في تظاهرات حيث حظر النظام الحالي التظاهرات والاحتجاجات.
وأضافت الصحيفة في تقريرها المنشور 29 نوفمبر بعنوان: “Egyptian judge clears Hosni Mubarak in deaths of protesters”، أي “قاضي مصري يبرأ مبارك من قتل المتظاهرين”، أن: “هذا الحكم أحكم دائرة اليأس لدى العديد من المصريين وأن جماعات حقوق الإنسان وصفت مرارا وتكرارا المناخ السياسي الحالي بمصر بأنه أكثر قمعا من نظام مبارك الذي تمتع بمقدار من المعارضة بينما لا يجرأ أحد الآن على مساءلة سلطة السيسي”.
وقالت الصحيفة أن تأثير الولايات المتحدة على حكومة السيسي لوقف انتهاكات حقوق الإنسان قد تلاشى تماما في ظل انشغال واشنطن في تشكيل تحالف لمواجهة المتشددين من تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا.
ونقلت عن خالد فؤاد وهو مهندس مدني يبلغ 28 عام قوله: “لا أستطيع أن أثق في القضاء الذي لدينا “، مضيفا “اننا نشاهد حبس العشرات من الأبرياء بينما يحصل المجرمون على البراءات”، وعن المحاسب محمد عبد الحميد 35 عاما قوله:”مصر تعاني الآن من الفساد، والاقتصاد ينهار، ولا توجد حياة سياسية سليمة “، مضيفا “كنت أعلم من أول يوم في محاكمة مبارك أنه لن يدان
حكم قضائي “سياسي”
وألمحت “صحيفة نيويورك تايمز” الأمريكية إلي أن الحكم القضائي بتبرئة مبارك “سياسي”، مشيرة إلي “إن القاضي حكم ببراءة مبارك في قاعة تكتظ بأنصار الديكتاتور الذي حكم مصر لثلاثة عقود بالحديد والنار، بعد أن كان المحامون يطالبون في بداية المحاكمة منذ ثلاث سنوات بإعدامه”.
وأشارت الصحيفة في تقريرها 29 نوفمبر الجاري، تحت عنوان: Egyptian Activists Protest Mubarak Verdict Online and Outside in a Sealed Tahrir Square، أي ” إحتجاجات للنشطاء علي شبكة الانترنت وفي ميدان التحرير علي تبرئة مبارك”، إلى أن :”كثير من المصريين رأوا أن الحكم ينسجم مع المرحلة الحالية التي تعيشها مصر تحت حكم عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش السابق الذي انقلب على الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي وأحاط نفسه برجال مبارك، كما تواصل وسائل الإعلام الحكومية والخاصة بتشويه كل من شارك في ثورة يناير الذين يقبع كثير منهم في السجن، بينما تم إخراس الجزء الباقي”.
وأشارت لتعليقات الصحفيين والمدونين المريرة على الشبكات الاجتماعية التي تظهر يأس الثوار وتجمع أعداد صغيرة من المحتجين، بما في ذلك أقرباء الذين قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن في عام 2011، أمام المركبات المدرعة خارج الساحة والهتاف ضد الحكم العسكري.
السيسي يحمي نفسه بتبرئة مبارك
و تساءل الصحافي ريتشارد سبنسر في صحيفة “تليجراف” البريطانية عما يعنيه حكم إعفاء مبارك من المسئولية لمصر، مؤكدا إن “السيسي” يحمي نفسه بحكم تبرئة مبارك، ويحصن قمعه للشعب باعتبار أنها أعمال لا يدينها القضاء.
وأشار إلي أن حكومة السيسي تلقت تحذيرات أن عملية فض اعتصام رابعة والنهضة قد تودي بحياة متظاهرين يقدر عددهم بألفين أو ثلاثة آلاف وتمت مناقشة إمكانية التعرض للمساءلة القانونية والمحاكمة فيما بعد، ولكنه استمر في العملية، وجاء حكم مبارك ليعفيه مما فعله.
وتحت عنوان: What Hosni Mubarak’s acquittal means for Egypt، أي “ماذا يعني إعفاء مبارك من المسئولية لمصر؟”، قال : ” إن تبرئة مبارك جعلت العجلة تدور دورة كاملة، ومهما كان وصف الحكم فسينظر إليه طرفا النزاع على أن مصر الممزقة قامت بوضع ختم على ثورة ميدان التحرير”، أي شاشة النهاية.
وقال أن مصر عادت إلى نقطة الصفر، أو بالأحرى إلى ما قبل يوم 25 يناير 2011، وكثير من المقربين من مبارك هم الآن على رأس مؤسسات الدولة، خاصة الأمنية والسياسية، والنشطاء السياسيون يتعرضون للملاحقة والاتهام بالعمالة والخيانة، ضمن كجزء من حملة شرسة ضد كل من يعارض النظام.
ووصف الكاتب “يوم جمعة الغضب” بأنه من أكثر الأيام إثارة وأكثرها تصويرا في التاريخ الحديثن فقد طردت جماهير حاشدة الشرطة المصرية، التي كانت تعذب المصريين وتثير رعبهم من وسط القاهرة ومن كباري النيل، حيث وقفوا جنبا إلى جنب مقابل خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.
وقال أن الليبراليون والسياسيون العلمانيون فشلوا في تنظيم أنفسهم وأثبتوا ضعفا في تسويق أفكارهم عن مصر التي كان يتنازعها الإسلاميون والعسكر، فبعض الليبراليين يدعمون السيسي اليوم، مع أن حكمه أكثر وحشية من حكم مبارك، ويزعمون أن حكومة مستقرة رغم وحشيتها تعطيهم الفرصة لنثر بذور الديمقراطية.
ويختم الكاتب تقريره بالإشارة إلى زعم نظام السيسي أنه ثوري، ولكن النظام الذي حكم من خلاله مبارك زعم أنه ثوري طوال العقود الستة الماضية، بينما الديمقراطية الحقيقية تحتاج لعقود كي تنمو وفي الوقت الحالي فيما يظل القتلة أحرارا دون عقاب.
التايم: صفعة على وجه كل مصري
وقالت مجلة “تايم” الأمريكية أن الحكم الصادر ببراءة الرئيس المعزول مبارك من قتل المتظاهرين وقضايا الفساد “ضربة أخرى لروح الثورة المصرية التي اندلعت قبل نحو أربعة أعوام”، مشيرة إلى “أن الحكم يمثل انتكاسة كبرى لما تبقى من الربيع العربي”.
ونقلت المجلة في تقريرها المنشور 29 نوفمبر بعنوان:” Mubarak Court Ruling Another Blow to the Spirit of Egypt’s Revolution” أي “براءة مبارك ضربة أخرى لروح الثورة المصرية”، عن سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لشمال أفريقيا والشرق الأوسط بمنظمة هيومان رايتس ووتش قولها: “فشل المحاكم المصرية في محاسبة مبارك عن مقتل مئات المتظاهرين في حين تتم محاكمة مئات المصريين لمجرد مشاركتهم في المظاهرات هو رمز صارخ لإجهاض العدالة في مصر على أيدي السلطة القضائية”.
وأضافت ليا ويتسن أن الحكم يمثل “صفعة جديدة على وجه كل مصري كان يعتقد أن ثورته سوف تجلب العدالة”.
وأوضحت المجلة أن الحكم جزء من ما وصفته بـ “تفاعل معقد بين القضاء المصري والحكومة” ففي بعض الأحيان يظهر القضاء باعتباره ذراع الحكومة وفي أحيان أخرى يظهر كمؤسسة مستقلة ضد الآخرين مضيفة أن القضاة المصريين يتبنون مجموعة متنوعة من الفلسفات ويعلنون بشراسة استقلالهم عن السلطة التنفيذية لافتة إلى إصدار هؤلاء القضاة الأحكام القاسية ضد صحفيين ومعارضين في ظل “الحملة القمعية لحكم السيسي” بحسب تعبير المجلة .
ونقلت عن “ناثان براون” أستاذ العلوم السياسية والخبير في شئون القضاء المصري بجامعة جورج واشنطن: ” هذا انتصار للنظام القديم ولما يطلق عليه الدولة العميقة” مضيفا “أن سياق المحاكمة كان سياسيا من البداية” .
وأكد براون أنه” لم يحدث تحقيقا حقيقيا ضد مبارك هذه القضية” مضيفا “الطبيعة السياسية للمحاكمة لا تعني أن الحكم غير شرعي من الناحية القانونية وفقا للعيوب الإجرائية والمفاهيمية للتحقيق والمحاكمة” حيث “كان لابد من التعاون الكامل بين الأجهزة الأمنية والإدعاء العام لتبرير الأدلة المقدمة إلى المحاكمة وهو الذي لم يحدث”.
وقود لثورة جديدة قادمة
وحول النتيجة النهائية لما جري من تبرئة مبارك واستمرار القمع والقتل للمتظاهرين (مقتل 3 في مظاهرات التحرير احتجاجا علي تبرئة مبارك)، قالت موقع “ميدل إيست أي” البريطاني، أنه: “بالرغم من الهزيمة المريرة التي لحقت بالثورة المصرية جرَّاء تبرئة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه – علاء وجمال – وبعض كبار مساعديه من جرائم قتل المتظاهرين إبَّان ثورة 25 يناير 2011 وبعض قضايا الفساد، إلا أنَّ الحكم يمنح المتظاهرين فرصة لإعادة ترتيب صفوفهم واستغلال النضال المستمر في البلاد للصعود من جديد بثورة شعبية”.
وكتب أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عماد شاهين تحت عنوان: Mubarak’s acquittal: what it means for Egypt’s revolution، أي ” تبرئة مبارك ماذا تعني للثورة المصرية؟”، 30 نوفمبر الجاري يقول: “جاء حكم التبرئة بمثابة نهاية مدمرة لأسر مئات الشهداء والمصابين، بعد انتظار طال لأكثر من ثلاث سنوات من أجل تحقيق العدالة، وفي الواقع، لا ينبغي أن يكون الحكم مفاجئًا، لاسيما أنه صادر عن نظام قضائي مسيَّس إلى حد كبير، غير مستقل عن السلطة التنفيذية، ويعمل كذراع قضائي لـ”الدولة العميقة” ونظامها الحالي المدعوم من الجيش”.
ورأى د. شاهين: “أنَّ محاكمة مبارك لم تكن أبدًا قضية من قضايا العدالة، وإنما إحدى قضايا السياسة، فهي تعكس للأسف مسار ثورة 25 يناير المتعثر، إذ أنه عندما كانت الثورة نابضة للحياة وموحدة قبل ثلاث سنوات، استسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يدير البلاد حينها للضغط الشعبي ووضع مبارك ونجليه ومساعديه الأمنيين للمحاكمة، ولكن برأتهم المحكمة في وقت أصبحت الثورة فيه ضعيفة وهينة بسبب “الانقلاب العسكري” في يوليو 2013 الذي أنهت ثورة 25 يناير 2011″.
وقال: “من المفارقات أنَّ الشباب الذين نجحوا في إسقاط نظام مبارك في عام 2011 يواجهون السجن لفترات طويلة في محاكمات أجراها نفس النظام القضائي لرفضهم قانون الاحتجاجات التقييدي ولمعارضتهم حكم عبد الفتاح السيسي الأكثر وحشية ودموية من نظام مبارك”.
وأضاف: “يرى الكثيرون أن هذا الحكم هزيمة صريحة لثورة 25 يناير ولتطلعات الشعب بسيادة القانون والعيش في ظل نظام حر وديمقراطي”
وأضاف: “يوضح الحكم أنَّ مؤسسات الدولة أصبحت أكثر غرورا وغير خائفة من إمكانية تلقيها العقاب على تدابيرها القمعية في ظل النظام الحالي، وكان بإمكان السيسي في حالة الحكم بإدانة مبارك أن ينأى بنفسه عن إرث مبارك، لكن البراءة – في الواقع – تفضح السيسي وشرعيته “الثورية”، كما تشير إلى حقيقة أن “دولة السيسي” غير مهتمة بإجراء إصلاحات وراغبة في حماية رموزها حتى النهاية”.
وأشار موقع “ميدل إيست أي” إلى أنَّ الرئيس السيسي محاط بمستشاري مبارك القدامى، ويصر على التحصين التام لجميع هؤلاء الذين يقتلون من أجل الحفاظ على نظام الحكم، ويدل على ذلك أن نظام السيسي قتل ما يزيد عن 1400 شخص منذ يوليو 2013 دون تقديم أي شخص للعدالة بتهمة القتل الوحشي.
وقال: “مما لا يدع مجالاً للشك، يريد النظام المدعوم من الجيش إرسال رسالة قوية بأن الحكم السلطوي ومؤسساته القمعية – جهاز الأمن والشرطة والجيش – يحافظ على سيادته، ولا يخضع للمسائلة، إذ أن تجريم مبارك يجرم أيضًا النظام الحالي بشكل غير مباشر لقتل وسجن وتعذيب المتظاهرين”.
فيديوهات الاحتجاج بالتحرير وضرب الجيش والشرطة للمتظاهرين: