كشفت مصادر خاصة لموقع (شؤون خليجية) عن أن الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان يقف وراء قائمة الإرهاب الإماراتية، التي شملت 83 منظمة، كثير منها تابع للإخوان المسلمين.
وأشارت تلك المصادر إلى أن هزاع المسؤول عن أمن الدولة الإماراتي، أشرف على عمل الاستخبارات التي أمضت 3 سنوات في جمع المعلومات من السفارات، فضلًا عن أكثر من 350 تقريرًا عن الحركات الإسلامية حول العالم.
وتشير المصادر إلى قيام الإمارات بوضع 83 منظمة إسلامية، بينها منظمات إسلامية قيادية في الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، كما جاءت كثير من المنظمات على قائمة الإرهاب الإماراتية، ومن بينها منظمات إسلامية في الغرب مرتبطة بالإخوان المسلمين كمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير”، وجمعية مسلمي أمريكا “ماس”.
وأضافت المصادر أن القرار بوضع المنظمتين الإسلاميتين الأمريكيتين على قائمة الإرهاب الإماراتية جاء بمبادرة مع السعودية لتقويض الإخوان المسلمين.
وتوقعت عدم نجاح تلك الخطوة التي قد تسبب مشاكل بين الحكومة الأمريكية والمجتمع الإسلامي في الولايات المتحدة.
وذكرت تقارير استخباراتية أن الإمارات والسعودية شعرتا بتهديد كبير بعد صعود الإخوان للسلطة في أعقاب الربيع العربي، ودعمتا الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي في يوليو 2013م، فضلًا عن تمويلهما لحكومة عبد الفتاح السيسي.
وأضافت أن البلدين يسعيان للتأكد من أن الإخوان ضعفوا بشكل عام في المنطقة، أو حتى تم القضاء عليهم تمامًا.
وتحدث المصادر لـ”شؤون خليجية” عن أن الأنظمة الملكية في الخليج تخشى من الإخوان أكثر من القاعدة والدولة الإسلامية، نظرًا لفكر الإخوان الديمقراطي الذي يمثل تهديدًا لأنظمة الحكم هناك.
وأشارت إلى أن الأمر السيئ لدول الخليج هو نظر الغرب للإخوان على أنهم قوة سياسية شرعية. وضغطت السعودية والإمارات على الحكومة البريطانية لشن حملة ضد الجماعات الإسلامية، التي تمثل جزءًا من شبكة الإخوان، إلا أن نتائج التحقيق غير المعلن الذي فتحته الحكومة البريطانية أبعد الإخوان عن أية علاقة بالإرهاب.
وأضافت أن السعودية والإمارات علمتا بوجود لوبي داخل الحكومة الأمريكية من مصلحته شن حملة ضد “كير” و”ماس” وغيرهما من المنظمات الإسلامية، لذلك تأمل الإمارات والسعودية في أن يستخدم هذا اللوبي قرار الإمارات للدفع في هذا الاتجاه، كما أن هدف الإمارات والسعودية هو جعل السلطات الأمريكية تركز الضوء على “كير” و”ماس”، وذلك حتى يتمكنا من الضغط على واشنطن من أجل اتخاذ خطوات ضد الإخوان المسلمين.
وتوقعت تقارير استخباراتية عدم نجاح السعودية والإمارات في مساعيهما، بسبب الافتقار إلى الأدلة التي تشير إلى مشاركة الإخوان في الإرهاب، فضلا عن أن أمريكا تركز على حربها ضد الجهاديين، وهو جهد يتطلب عمل أمريكا مع القوى المعتدلة.
من ناحية أخرى فإن “كير” و”ماس” قد تواجهان قضايا قانونية، في وقت تدعم فيه أعداد كبيرة من مسلمي أمريكا المنظمتين، خاصة “كير”، مشيرة إلى أن وضع المنظمتين تحت الفحص والتدقيق قد يزعج مسلمي أمريكا، وهي النتيجة التي يريدها تمامًا تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية.
ونشرت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية تحليلًا لـ”آدم تايلور” اعتبر فيه أن قائمة الإرهاب الجديدة، التي أصدرتها الإمارات العربية المتحدة، ربما تمثل مشكلة للولايات المتحدة، التي تفضل في الغالب الحوار مع الجماعات الإسلامية المعتدلة.
وأشار إلى أن الإمارات من خلال قائمة الإرهاب الجديدة اعتبرت الجماعات الإسلامية جزءًا من نظام أكبر، واعتبرتها خطرًا في حد ذاتها.
وأضاف أن كثيرًا من المنظمات التي أدرجتها الإمارات في قائمة الإرهاب لها علاقة بالإخوان المسلمين، الذين يحملون برنامجًا سياسيًا إسلاميًا يتعارض مع النظم الملكية الحاكمة بالوراثة في الإمارات ودول الخليج، مشيرًا إلى أن الإمارات اهتزت بصعود الإخوان المسلمين السريع إلى السلطة في مصر.
وذكر أن النرويج والولايات المتحدة طلبتا تفسيرات من الإمارات عن إدراج منظمات إسلامية بالبلدين على قائمة الإرهاب، في وقت خلت فيه القائمة من حركتي حماس وحزب الله.