نشرت الفايننشيال تايمز تقريرًا يرصد التناقض الذى يحيط بمقاتلى داعش فى كرههم للدول الغربية ومناهضتهم لها، وفى نفس الوقت حبهم لكل ما ينتجه الغرب من منتجات بدءًا من المأكل والمشرب وانتهاءً بالهواتف الجوالة والمنتجات التكنولوجية. وفرضت أذواق مقاتلى التنظيم المسلح القادمين من الغرب منتجات محددة على أسواق المدن التى تقع تحت سيطرتهم، فبديلا من المأكولات الشرقية العادية حلت منتجات غربية مثل مشروبات الطاقة مثل “ريد بول” وأنواع الشيكولاتة مثل “باونتى” والهواتف الذكية التى يحب مقاتلو التنظيم استخدامها للدخول على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة.
ويقول البائعون فى مدينة الرقة ودير الزور الواقعة تحت سيطرة التنظيم المسلح، إنهم غيروا نوعية بضائعهم إلى منتجات كانوا يعتبرونها مرتفعة الثمن ولا تتماشى رفاهيتها مع الحياة الاقتصادية لغالبية قاطنى المدينتين. ويضيف أحد البائعين للفايننشيال تايمز أنه صار يجلب المشروبات والمنتجات الكمالية من تركيا أو من المدن الواقعة تحت سيطرة نظام بشار الأسد ليسد حاجة مقاتلى التنظيم المسلح، رافعا ثمن المنتج بنسبة 10% حتى يغطى حجم النفقات والرشاوى التى يدفعها لجنود نظام بشار الأسد حتى يستطيع إدخال تلك المنتجات إلى داخل مدينة الرقة.
وقد أدت أذواق مقاتلى التنظيم إلى كساد تجارة العديد من المتاجر فى المدن الواقعة تحت سيطرتهم، فعلى سبيل المثال صارت المقاهى رمزًا من الماضى نظرًا لأنها تقدم الأرجيلة التى يحرمها التنظيم المسلح، أيضا قل الإقبال على المطاعم نظرًا لأنها تمثل فرصة لاختلاط النساء مع الرجال داخل مكان واحد وهو أمر يحرمه التنظيم.
ويقول تقرير الفايننشيال تايمز إن مرتبات مقاتلى التنظيم وما يحصلون عليه من غنائم فى المعارك المختلفة يجعلهم قادرون على شراء تلك المنتجات، التى تتناقض طبيعتها مع طبيعة الدولة التى يرغبون فى تأسيسها والتى تتعارض مع كل ما يمثله الغرب.