أعلن مصدر مسؤول في منظمة للإغاثة الإنسانية العثور على طفل محتجز من امرأة في قفص دجاج وطيور في البصرة جنوب العراق.
وقال أحمد اللامي، أحد العاملين في منظمة للإغاثة الإنسانية بمدينة البصرة، إنه “تم العثور على طفل بعمر ثلاث سنوات محتجز في قفص، بجوار منزل عائلته مع مجموعة من الطيور والدجاج، فقد كان مع كلب وحمامة بجوار قفص آخر للدجاج، ويتم تقديم الأكل والماء له وهو ينام في المكان نفسه”.
وأضاف المصدر أن بعض المواطنين أبلغوه عن الحالة، حيث عُثر على الطفل الذي فقد والده في إحدى المعارك الدائرة في غرب البلاد، وتزوجت والدته من رجل آخر بعد ترملها، وأصبح الطفل يعيش في كنف عمته التي قامت بحجزه في قفص خارج المنزل مع الحيوانات، رغم أن عمره لا يتجاوز ثلاث سنوات، كعقوبة لأنه بكى على والدته التي اختارت رجلاً آخر وتركته عندها.
وبيّن المصدر أنه عند إبلاغ السلطات الحكومية، جرى نقل الطفل إلى مستشفى البصرة لتلقي العلاج، لأنه في وضع صحي هزيل، مستدركاً: “سمع عم الطفل بما حدث لابن أخيه بعد انتشار القصة المؤلمة، فذهب للمستشفى وتسلمه بكفالة حكومية، وتكفل بإعالته مع أفراد عائلته، بعد أن نال الرعاية الطبية في المستشفى”.
بدوره، قال الطبيب في مستشفى البصرة الدكتور حسين الكعبي، إن حالة الطفل الصحية كانت متدهورة، وهو بحاجة لرعاية صحية وتأهيل اجتماعي مكثفين، لأنه إلى جانب الأمراض التي يعانيها، فقد ابتعد عن سلوكيات إنسانية كثيرة، خصوصاً أن العزلة فرضت عليه قسراً وعاش مع حيوانات، وهو بعمر ثلاث سنوات.
وأضاف الكعبي أن الطفل عندما جاء للمستشفى كان قد فقد قسماً كبيراً من وزنه، وأن طبيعة الأكل والجو الملوث الذي كان يعيشه سبب له الكثير من الأمراض.
أما أستاذ علم الاجتماع الدكتور أحمد عبد اللطيف فقد وصف الحالة هذه بـ”الفريدة”، وبأنها “تحصل لدى قليل من الناس الذين ابتعدوا عن القيم الاجتماعية والدين، وعاشوا قساوة ظروف سابقة وحالية، جعلتهم بهذه الخطورة من التعامل اللاإنساني”.
وعزا أسباب ذلك إلى مخلفات الحروب والضغوطات النفسية والاجتماعية الناجمة عنها، التي يواجهها المجتمع منذ سنين طويلة، فضلاً عن الزيادة الملحوظة في أعداد الفقراء واليتامى الذين كانوا ضحايا تلك الحروب، وبالتالي بدأنا نسمع خفايا أمور خطيرة لم يكن مجتمعنا العراقي يعرفها سابقاً.
وقال الناشط في الإغاثة الإنسانية إن عم الطفل الآن يتكفل برعايته وهو بوضع جيد، وأن كثيراً من الجهات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني بدأت تنشط حيال رعاية الطفل، والبحث عن مثل هذه الحالات الشاذة والخطيرة خاصة من اليتامى والفقراء.