انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي وصحف محلية خلال الأيام الماضية صورة أثارت الجدل تظهر رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو وهو ينحني ليقبّل يد شيخ دين من أبناء الطائفة العلوية.
وعلق أوغلو على الحادثة التي وقعت خلال زيارته لشيوخ الطائفة العلوية في أحد بيوت الجمع (دور العبادة) العائدة للطائفة، الأسبوع الماضي “إن على الدولة أن تنحني أمام المواطن، ومن غير اللائق، حسب العادات والتقاليد الاجتماعية في تركيا، أن ينحني شخص مسن لتقبيل يد الأصغر منه سناً، كما أراد الشيخ المسن”.
وأضاف أوغلو من الآن وصاعداً سوف لن ينحني أي مواطن أمام الدولة، وصاحب الأمر سيكون الشعب التركي”.
يُذكر أن السُّلطات التركية تعتزم إطلاق حزمة من الإصلاحات الديمقراطية الجديدة، للانفتاح على أبناء الطائفة العلوية ومنحهم جملة من الحقوق المدنية والدينية.
ويأتي على رأس تلك الإصلاحات السماح بتدريس العقائد العلوية، في المدارس بشكل اختياري، مع توسيع نطاق المواضيع التي تخصها في دروس الدين الاعتيادية في المدارس، “ما يمنح الطلبة السُّنَة فرصة تعلم المعتقدات العلوية بصورة صحيحة”.
وتحظر الحزمة الجديدة أي تمييز في حالات تعيين موظفي الدولة، إضافة إلى دفع رواتب العاملين في بيوت الجمع العائدة للطائفة، وتزويدها بالماء والكهرباء والخدمات الأخرى مجاناً.
كما تخطط الحكومة لإرسال كبار رجال الدين العلويين، إلى مكة المكرمة، في المملكة العربية السعودية لأداء الحج والعمرة، وإلى كربلاء جنوب العراق، لزيارة أضرحة آل البيت.
ولا توجد إحصائيات رسمية حول أعداد العلويين أو نسبتهم إلى مجموع سكان البلاد، إلا أن مصادر شبه رسمية تقدّر أعدادهم بين 5-7 ملايين نسمة، في حين يقول ناشطون علويون إن أعدادهم تتجاوز 20 مليون نسمة.
ومنذ تأسيس الجمهورية التركية على يد “مصطفى كمال أتاتورك” ألغى في العام 1925 الطرق الصوفية والمجموعات الدينية، ما أثر سلباً على العلويين، إذ أصبحوا غير معترف بهم رسمياً، إلاّ أنهم يرفعون -حتى الآن- صور أتاتورك في مناسباتهم إلى جانب صورة ترمز للإمام علي، وصورة للزعيم الروحي بكتاش.