نقلت مصادر مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبومازن” قوله، إن “الرئيس عبدالفتاح السيسي يُلح عليه لإنجاز مصالحه مع محمد دحلان، القيادي الفتحاوي المفصول من الحركة”.
واختار السيسي طريقًا صعبًا نسبيًا لحصار “حماس”، فالمصالحة التي يُهدف إليها بين “أبومازن” ودحلان، ستقوي من نفوذ حركة “فتح” وبالتالي فإن إمكانية سيطرتها علي قطاع غزة الذي تحتله “حماس”، يُصبح أمرًا واردًا.
وفي ظل الرفض التام من “أبومازن” للمصالحة مع دحلان، فإن السيسي بإصراره على هذا المطلب يكون قد دخل حربًا مع رئيس السلطة الفلسطينية.
وقال مختار غباشى، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن “السعي الحثيث والمستمر من جانب الرئيس السيسي لعودة دحلان مرة أخرى، ما هو إلا ترتيب الوضع إلى ما بعد خروج القيادة الفلسطينية الحالية عن الحكم، إذ أن عودة دحلان في الوقت الحالي يُعطى له أحقية في القيادة بعد خروج أبو مازن عن دائرة السلطة”.
وأضاف غباشي لصحيفة “المصريون”، إن “وساطة السيسي لعودة دحلان إلى منصبه السابق في حركة فتح لا يخرج عن نطاقين، أولهما هو تسوية ومصالحة بين قيادات فتح في محاولة لرأب الصدع وتوحيد الصف في وجه إسرائيل، أو رغبة الرئيس المصري في أن يكون دحلان هو الرئيس البديل لأبو مازن”.
واعتبر أن “الوحيد الأكثر حظًا وقدرة لدى الصفوف الفلسطينية والذي تريده قيادات المقاومة خلفًا لأبومازن هو مروان البرغوثى، القيادي بحركة “فتح”، والمعتقل بالسجون الإسرائيلية”، إلا أن “هناك ضغطًا فلسطينيًا لإخراجه من المشهد”.
وتابع غباشي: “أبومازن يتعرض لضغوطات دولية وإسرائيلية وحتى عربية مما ينبئ أن دوره السياسي على وشك الانتهاء وأنه جارى ترتيب الوضع القادم إلى ما بعد خروجه”.
من جانبه، قال جهاد حرازين، المتحدث باسم حركة فتح فى مصر للصحيفة، إن “عزل دحلان أو عودته مرة أخرى، لا يتمثل في شخص الرئيس الفلسطيني”، مؤكدًا أن “المؤسسات التنظيمية الخاصة بفتح والقوانين التي تحكمها هي التي تفصل بين أعضاء الحركة أيا كانت سياستهم واتجاهاتهم ووفقا لها يتم أخذ القرار”.
واعتبر أن “موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي لرجوع دحلان مرة أخرى لفتح، جاء لمواجهة الهجمة الشرسة على الشعب الفلسطيني والتي تتطلب توحد الجبهة وآن يكون القرار الفلسطيني موحد”.
وتابع، المتحدث باسم “فتح”، أن “الضغوطات التي يتعرض لها أبو مازن لن تؤتى ثمارها لأن الرئيس الفلسطيني منتخب من قبل الشعب الذي يحبه ويقدر خطواته التي أعادت للقضية الفلسطينية أهميتها على سلم المحافل الدولية.
ولفت إلى أن “المؤامرة التي حيكت ضد أبو مازن لتصريحاته الجريئة ضد الاحتلال الإسرائيلي ومطالبته بعزل نتنياهو، مشدداً على مصادفة هذه المطالب مع مطالب حركة حماس مما كان له أكبر الأثر للمؤامرة ضده ووضعه على نفس خط حماس”.