رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الانتخابات الرئاسية التاريخية في تونس تعيد إحياء المخاوف في البلاد، لأنها قد تجلب سياسيًا عجوزًا خدم في أنظمة استبدادية إلى السلطة.
وأوضحت أن الباجي قائد السبسي – المرشح الأوفر حظًا للفوز بأول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تونس مهد الربيع العربي، وعمره 87 عامًا – مثير للشك والريبة، حيث ينظر إليه الكثيرون باعتباره بقايا مزعجة لأنظمة استبدادية حكمت البلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 حتى انتفاضة 2010.
وقال نجيب عيسوي، بائع فاكهة عمره 27 عامًا: “لا يلدغ الشخص من نفس العقرب مرتين، الثورة تتقدم، لكنها لم تنته”.
وسلطت الصحيفة الضوء على أن نجاح السبسي يبرز كيف تغيرت الرياح السياسية في تونس – وفي المنطقة ككل – منذ تولي الإسلاميين السيطرة بعد الثورة.
قاد حزب النهضة الإسلامي الحكومة، وقاوم في البداية تقاسم السلطة، وسعى إلى وضع الطابع الإسلامي على الدستور، لكنه لاقى انتقادات لعدم اتخاذه إجراءات تهدف إلى كبح جماح المتطرفين السلفيين الذين حاربوا قوات الأمن في المناطق الحدودية للبلاد، ولتهاونه في معالجة الاقتصاد المتداعي.
ووصف حزب نداء تونس، الذي أعلن عن تأسيسه الباجي قائد السبسي عام 2012، الإسلاموية – في حملته الوطنية للانتخابات البرلمانية والرئاسية – بأنها غريبة على الطابع الوطني التونسي، واستغل الحنين إلى الاستقرار خلال عهد المستبدين، كما وصف السبسي نفسه بأنه رجل دولة ذا خبرة.
بعد فرز أغلبية الأصوات في الانتخابات الرئاسية، تأكدت إجراء جولة إعادة في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر المقبل بين كل من الباجي قائد السبسي، مرشح حزب نداء تونس الذي حصل على حوالي 42% من الأصوات، وبين المنصف المرزوقي، المرشح المستقل الذي حصل على 34%.
ومع تنامي الإحباط من وتيرة التحول الانتقالي والتحسن القليل الملموس في نوعية الحياة، أعطى الناخبون أغلبية البرلمان لحزب السبسي الشهر الماضي.
وبمجرد إعلان الرئيس التونسي الجديد، ستكون تونس قد انتخبت سلطة تنفيذية وتشريعية مع ولاية مدتها خمس سنوات.