قالت صحيفة “الوول ستريت جورنال” الأمريكية: “إن الإخوان المسلمين يناضلون من أجل البقاء بعد حملة قمعية عنيفة تعرضوا لها على يد النظام الحالي في مصر، الذي جاء بعد انقلاب عسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي”.
وأشارت إلى أن الإخوان على الرغم من ضعفهم الشديد بعد القمع، إلا أنهم يمثلون قوة دفع رئيسية للرأي العام في مصر التي تعد أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.
وأضافت الصحيفة في تقرير لـ”يارسولاف تروفيموف”، أن القليل من الآثار بقيت خارج مسجد رابعة العدوية تشهد على واحدة من أكبر المجازر الدموية في مصر، حيث قتل المئات من مؤيدي الإخوان المسلمين على يد قوات الأمن قبل 15 شهرًا.
وذكرت أن عشرات الآلاف من أعضاء الإخوان والمتعاطفين معهم مازالوا خلف القضبان، ومعهم الرئيس المنتخب محمد مرسي ومعظم قيادات الجماعة.
وأشارت إلى أن جهود عبد الفتاح السيسي للقضاء على الإخوان كقوة سياسية واجتماعية، هي الأكثر عزمًا وشمولية منذ تأسيس الجماعة عام 1928م.
ووصفت الصحيفة الحملة القمعية ضد الإخوان بالمناورة المحفوفة بالمخاطر، فعلي الرغم من الضعف الشديد الذي تعاني منه الجماعة الآن بعد عامها في السلطة، إلا أن الإخوان مازالوا يمثلون قوة دفع رئيسية للرأي العام في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، وكذلك في الشرق الأوسط.
ونقلت عن الملياردير نجيب ساويرس، الذي وصفته الصحيفة بأنه السياسي المصري الذي ساعد في قيادة الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بمرسي بواسطة الجيش العام الماضي، إننا نقاتل الآن ضد هؤلاء الناس لأنهم قاموا بما نقوم به الآن معهم اليوم تمامًا، واصفًا تلك الطريقة بغير الصحيحة.
وأشار ساويرس إلى ضرورة إيجاد حل للوضع الحالي، مضيفًا أن الإخوان لديهم مليون أو مليوني شخص متشددين ونشطين جدًا، متسائلًا: ما الذي من الممكن أن تفعله مع هؤلاء الناس؟ أنت لا تستطيع وضع مليوني شخص في السجن، وتحدث عن أنه حتى الآن لا يوجد حل مرجح قريبًا.
وذكرت الصحيفة أن الإخوان لم يبلوا بلاء حسنًا خلال عامهم الأول في السلطة، وخسروا مزيدًا من الدعم بمهاجمة مؤيديهم للكنائس بعد الإطاحة بمرسي، وذلك لغضبهم من مشاركة رموز مسيحية كساويرس في المظاهرات التي قادت الجيش للتدخل عسكريًا ضد حكم الإخوان.
وأضافت أنه ومع ذلك فإن نهج الإخوان مازال غير عنيف ويحتضنون الانتخابات والديمقراطية، وعلى الرغم من أن الحكومة المصرية الحالية وحلفائها وصموا كل الجماعات الإسلامية بالإرهابية، إلا أن أيديولوجية الإخوان المعتدلة نسبيًا تقدم بديلًا صارخًا لدموية “الدولة الإسلامية”، التي سيطرت على السلطة في أجزاء من سوريا والعراق منذ الإطاحة بمرسي، وينتقدون مشاركة الإخوان في السياسات الديمقراطية.
وتحدثت عن أن الإخوان يلقون باللوم على النظام الحالي في حوادث العنف، ونقلت عن عبد الله الحداد المتحدث باسم الإخوان في لندن- والذي كان يشغل والده الدكتور عصام الحداد منصب مساعد الرئيس محمد مرسي، وشقيقه جهاد الحداد منصب المتحدث الإعلامي للإخوان في مصر، قبل أن يعتقلا بعد الانقلاب العسكري- أن السيسي وداعش وجهان لعملة واحدة، وأي نوع من الديكتاتورية سيؤدي إلى التطرف.
ونقلت عن القائد العسكري المتقاعد أحمد وهدان القائد السابق للعمليات في الجيش المصري، والذي كان أعلى رتبة من السيسي، أنه لا يرى أي مستقبل سياسي للإخوان الآن، حيث استغرقت فترة عملهم من أجل الظهور كقوة سياسية بعد خمسينات القرن الماضي نحو 60 عامًا، متوقعًا احتياجهم لفترة أكبر الآن من تلك التي تلت خمسينيات القرن الماضي.
وأضاف أن هناك رفضًا شعبيًا حقيقيًا لهم، مشيرًا إلى أن الناس يعرفون الآن أن أهداف الإخوان المسلمين تتناقض مع المصالح العليا للشعب، معتبرًا أن الإخوان يرغبون في إقامة إمبراطورية إسلامية وهو الهدف الذي يسعى (داعش) إليه تمامًا هو الآخر.
وذكرت الصحيفة أن الإخوان ظلوا يحافظون على سرية هيكلهم في الماضي، وهو الأمر الذي ساهم في عملهم تحت حكم الأنظمة الاستبدادية، لكنهم خلال العام الأول من حكم مرسي كشفوا عن تلك الشبكات، مما سهل المهمة على قوات الأمن لتقوم بتفكيك التنظيم وشن حملات اعتقالات جماعية بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب.
ونقلت عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي السابق في الإخوان، أن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر الآن أكثر سوءًا مما كانت عليه في عهد حسني مبارك، واصفًا مصر الآن بأنها جمهورية الخوف التي تقوم على القمع والترهيب.
وأبرزت الصحيفة سعي السعودية والإمارات لإضعاف الإخوان في الداخل والخارج، في وقت اعتقلت فيه الأردن نائب المراقب العام للإخوان هناك، لانتقاده قيام الإمارات بإدراج العشرات من الجماعات الإسلامية ومراكز الفكر وحقوق الإنسان على قائمة الإرهاب، بعد فترة من قيام قطر بإخراج عدد من قيادات الإخوان من أرضها، لتبقى تركيا الآن هي أكبر حليف للإخوان تقدم المأوى للمئات من سياسييهم.