“بعد 3 شهور من “الجرف الصامد” سيؤتي إعادة إعمار غزة ثماره هذا الأسبوع: ففي الوقت الذي يغلق فيه نظام السيسي كل طرق الاتصال بالقطاع، ستسمح إسرائيل بإدخال كميات كبيرة من مواد البناء إليه”.
بهذه الكلمات استهلت صحيفة” يديعوت أحرونوت” تقرير لـ”روعي كايس” محرر الشؤون العربية وقالت إنه “في الوقت الذي تغلق فيه مصر طرق الدخول لغزة، تفتح إسرائيل الطريق لإعمارها”.
وأشار التقرير إلى تصريحات روبرت سيري المبعوث الأممي للشرق الأوسط الذي أكد فيها أنه في إطار الاتفاق الثلاثي بين إسرائيل والحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة الموقع في شهر سبتمبر، فسوف تبدأ عملية إعادة الإعمار بشكل موسع الأسبوع القادم.
وأوضح “كايس” أن الاتفاق وقع بين سيري ومنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية اللواء” يوآب مردخاي” ورئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، لافتا إلى أن الأسبوع القادم ستبدأ عملية إدخال مواد البناء تحت رقابة إسرائيلية مشددة.
كذلك أكدت الصحيفة أنه إضافة لإدخال كميات كبيرة من الأسمنت سيتم إدخال معدات ثقيلة للمساعدة في أعمال البناء، فيما شهدت الأيام الأخيرة دخول المراقبين الدوليين الذين سينحصر عملهم في التأكد من استخدام تلك المواد في أغراض مدنية فقط، ومن المنتظر دخول مزيد من المراقبين خلال الأيام القادمة.
وصرح المبعوث الأممي أنه خلال المرحلة الأولى سيكون بإمكان أصحاب 25 ألف منزل في القطاع تهدمت بشكل جزئي نتيجة للحرب، الحصول على مواد البناء لإعادة ترميم منازلهم قبل بدء الشتاء.
وانتقد سيري عدم وفاء الدول التي تعهدت بالتبرع لإعادة الإعمار في المؤتمر الذي انعقد بالقاهرة، وناشدها تحويل الأموال في أسرع وقت ممكن.
عملية إعادة الإعمار- والكلام لصحفي “يديعوت”- تأتي في وقت ينزوي قطاع غزة في عزلة تامة بعد إغلاق معبر رفح على يد المصريين، على خلفية استمرار التدهور في العلاقات بين النظام المصري وحركة حماس.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية”معا” اليوم أن الجيش المصري انتهى من إخلاء القطاع الحدودي بطول 13 كم وعمق 500 متر بين رفح وسيناء، حيث تم إخلاء نحو 802 منزل في المنطقة وتفجيرها، ومحيت أحياء بكاملها مثل صلاح الدين والبراهمة.
خلال الأيام الماضية تحدثت تقارير عن عزم الجيش المصري زيادة عمق المنطقة العازلة من 500 متر إلى 1000 متر مربع، بدعوى الكشف عن أنفاق بين غزة وسيناء تمتد لمسافة 800 متر داخل الأراضي المصرية. ويتوقع أن تشمل المرحلة القادمة حفر قناة مائية على طول القطاع الحدودي لمنع حفر مزيد من أنفاق التهريب.