قال بنك كريدي سويس، إن 3 دول فقط حول العالم زاد تفاوت الثروة فيها بسرعة قبل الأزمة المالية العالمية وبعدها، وهي مصر وهونج كونج والصين”.
وأوضح ”كريدي سويس” في تقرير حديث له، أن هذا التفاوت وضع مصر في ثامن مركز في قائمة أسوء 15 دولة في توزيع الثروة، والتي وصفها البنك بأنها تعاني من ”عدم مساواة عالي جداً”، وهو أسوأ تصنيف في التقرير الذي شمل 46 دولة وجاء بعنوان ”تقرير الثروة العالمي 2014”.
ويقيس كريدي سويس الثروة بحجم الأصول الثابتة التي يمتلكها الفرد (عقارات أو شهادات استثمار أو أسهم في البورصة وغيرها) بالإضافة إلى ما يتوافر لدى الشخص من أموال سائلة (حسابات في البنوك على سبيل المثال).
كريدي سويس، الذي يهتم بقياس ثروات الآسر حول العالم، يشير إلى أن الـ 10 بالمئة الأغنى في مصر يسيطرون على أكثر من 70 بالمئة من ثروة البلاد، وهذه النسبة كانت أقل منذ سنوات، حيث زادت حصة الـ 10 بالمئة الأغنى من 61 بالمئة من الثروة في عام 2000، إلى 65.3 بالمئة في 2007، وأخذت ترتفع تدريجياً حتى وصلت هذا العام إلى 73.3 بالمئة.
وبين التقرير أن 1 بالمئة من الأعنياء يستحوذ على 48.5 بالمئة من ثروة البلاد، وكانت هذه النسبة 32.3 بالمئة في مطلع القرن.
ولا يمتلك 91.4 بالمئة من المواطنين ثروة أكثر من 10 آلاف دولار، بينما يوجد 8 أفراد فقط في مصر تتجاوز ثروة كل منهم المليار دولار.
ووفقاً للتقرير، الصادر عن معهد البحوث التابع للبنك، فإن ثروة العالم ارتفعت بـ 20.1 تريليون دولار منذ يونيو 2013 حتى يونيو 2014، ما يوازي 8.3 بالمئة، لتصل إلى 263 تريليون دولار، وهو ”رقم قياسي جديد”.
وتبلغ ثروة العالم الأن أكثر من ضعف قيمتها في عام 2000، عندما كانت تبلغ 117 تريليون دولار، أي أنها تزيد بـ 11.4بالمئة سنوياً منذ بداية القرن.
والتفاوت في توزيع الثروة لا يوجد فقط داخل حدود الدولة الواحدة ولكن أيضاً بين الدول، حيث يُقسم التقرير الدول إلى أمم غنية وهي من يتعدى متوسط ثروة الفرد فيها 100 آلف دولار.
وأمم متوسطة، يتراوج متوسط ثروة أفرادها بين 25 ألف و100 ألف دولار، وأخرى على حدود الثروة، ومنها مصر، يتراوح متوسط ثروة الفرد فيها بين 5 آلاف و25 آلف دولار، وأمم فقيرة يقل متوسط ثروة الفرد فيها عن 5 آلاف دولار.
وتتركز الأمم الغنية في أمريكا الشمالية وغرب أوروبا وبعض الدول في الخليج وشرق أسيا.
وتسيطر أمريكا الشمالية وحدها على 91 تريليون دولار، 34.7 بالمئة من ثروة العالم، تلتها أوروبا التي تستحوذ على 85.2 تريليون دولار (32.4 بالمئة ). وفي القارتين كان مصدر نمو الثروات هو النشاط المالي (البورصة والعملات والبنوك).
وحصلت سويسرا على لقب أغنى دول العالم، وهي الوحيدة التي يرتقع متوسط دخل الفرد فيها على 500 آلف دولار، حيث يبلغ 581 آلف دولار، تلتها استراليا بمتوسط 431 آلف دولار، والنرويج 359 آلف، ثم الولايات المتحدة 348 آلف، متفوقة على السويد في المركز الخامس.
أما لو استخدمنا مقياس أخر، هو ”الوسيط”، الذي يضع في الاعتبار عدالة توزيع الثروة، حيث يقيس الثروة التي يتمتع بها نصف المواطنين، تأتي استراليا في الصدارة، وهو الوضع المستمر منذ 5 سنوات، حيث يعيش نصف الشعب الاسترالي بثروات أعلى من 225 ألف دولار. بينما تاتي سويسرا في المركز السادس، التي يعيش نصف شعبها بثروة أعلى من 110 آلف دولار، وهذا يظهر التفاوت الكبير في توزيع الدخل في سويسرا.
ويبلغ متوسط ثروة الفرد البالغ في مصر 7.319 دولار، بينما تقل ثروة الفرد لنصف المصريين عن 1.853 دولار.
وأشار التقرير إلى صعوبة الالتحاق بنادي الأغنياء أو الخروج منه، فـ”أعضاء النادي مستقرين فيه، حيث لم تستطع أي دولة تجاوز عتبته هذا العام إلا اليونان، ولم يُطرد منه أحد”.
(أصوات مصرية)