اعتقلت سلطات المملكة العربية السعودية المهندس «فوازن الحربي»، العضو المؤسِّس بجمعية الحقوق المدنية والسياسية «حسم» أمس الأربعاء، وذلك بعد اتصال ورده من مكتب القاضي المكلف بالمحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، «عمر الصحن»، طالبًا منه القدوم، حيث أصدر القاضي فور مجيء الناشط، حكمًا جديدًا في حقه يقضي بسجنه 10 سنوات نافذة، وهو ما ينقض الحكم السابق الصادر بحقه.
وكان قد حُكم في 30 يونيو الماضي على “الحربي” بالسجن سبع سنوات، ست منها موقوف التنفيذ في حال “حسنت توبته”، في لائحة دعوى تقدمت بها هيئة التحقيق والادعاء العام التابعة لوزارة الداخلية تتهم فيها الحربي بـ “سعيه لزعزعة الأمن ونشر الفوضى”، إلا أن الحكم الأخير الصادر أمس قضى باستبداله بعشر سنوات نافذة.
وقدم المدعي العام مذكرة يطلب فيها إيقاف «الحربي» لنشره صك الحكم السابق ولائحة الاعتراض. ولا يُعرف إن كان لا يزال موقوفًا في أحد مراكز الشرطة أم أنه نُقِل إلى سجن الملز.
يُذكر أن التوقيف الفوري قد شمل كل أعضاء جمعية «حسم» الذين يقبعون في سجون المملكة حاليًا بعد صدور أحكام مماثلة.
وقد أصدرت «حسم» بيانًا قالت فيه إن الاعتقال الفوري لـ«الحربي» جاء «بناء على طلب المدعي العام! مما يؤكد أن القضاء مجرد أداة لصبغ الصفة الشرعية على القمع»، وقالت إن «اعتبار نشر صكوك الأحكام في القضاء السعودي (جريمة)، دليل على أن القضاء يعمل في الظلام».
وقد اعتُقل الحربي تعسفياً منذ 26 ديسمبر/كانون الأول 2013، واتهمه القضاء بارتكاب “جرائم” عدة، منها: “الخروج على ولي الأمر” من خلال الدعوة إلى التظاهر وانتقاد السلطات والمشاركة في إنشاء “جمعية غير مرخصة”، في إشارة إلى جمعية “حسم”. وأُطلق سراح الحربي في 23 يونيو/حزيران، قبل صدور الحكم عليه.
وتوالت ردود الفعل الغاضبة على الحكم الصادر بحق الحربي” حيث دشن نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” هاشتاجان #فوزان_ الحربي، و#اعتقال_فوزان_الحربي”.
ورصد موقع “شؤون خليجية” بعض التغريدات الغاضبة ومنها:
عمر بن عبد العزيز: “والله لا رفع سلاحا ولا دعا لعنف كل جرمه ورقة وقلم وكلمات.. فلماذا يحكم ب ١٠ سنوات؟!”.
Amira: “يا بلد الاعتقالات والظلم سرقتي أجمل ما فينا، رغم ذلك #حسم بداخلنا لن تموت باعتقال أحرارها الأحرار يولدون كل يوم”.
سُهى القحطاني: “الدولة الراعية للفساد الخائفة من الإصلاح هي فقط من تملأ سجونها بالشرفاء الأحرار المطالبين بالإصلاح في النور والنهار”.
إبراهيم المديميغ: “يا إلهي حلمك ولطفك كيف يجوز الاعتقال في مجلس القضاء، وفي الأمر سعة، وضع الأغلال في أرجل وأيدي المطالب سلميا بالإصلاح”.
وأضاف: “التصدي من السلطة ومعها القضاء للمطالب الحقوقية المشروعة آثاره مدمرة على المدى الطويل”, متسائلا: “أين الحكم, أين العقل, أين الناصحين”.
ونشر “حسماوية #داعس” منشورا موضحا أن “الحربي” يتحدث فيه عن الإرهاب ووجوب عدم الخلط بينه وبين الطرق المشروعة لمقاومة الاستغلال السياسي.
ويقول “الحربي” في المنشور: “الخلاصة حين تزرع الحكومة الشوك فلن تحصد الدولة والمجتمع سوى الشوك ومكافحة الإرهاب، تبدأ بإقرار الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير, وبإصلاح سياسي يضمن العدالة والمشاركة السياسية”.
إبراهيم المديميغ: “الذهول والحزن سيطرا على مشاعري بعد ساعات قضيتها معه عند القاضي وانحفرت في وجداني مقولة: “إذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي”.
هاجر البراهيم: “الحامد القحطاني البجادي الخضر الرشودي السعيد العشوان في السجون لانهم إصلاحيين أما فقيه أغرق جدة وبعده مسك وزارتين!”.
aziz rasheed: “كيف لدولة أن تنجح في محاربة الإرهاب وهي تمارسه ضد الناشطين الحقوقيين السلميين؟!.. يا “كبار العلماء” أيهما أكثر إثارة للفتنة الصدع بالحق أم فعل الباطل؟!”.
walaa: كيف هالكلام المطالبة بالإصلاح ثمنها 10 سنوات سجن؟ وش هالظلم .
Mutlaq Bin Saad: اللهم عليك بالظالم اللهم املأ قلبه رعباً وجسده مرضاً وأنزل عليه الزلازل والصواعق واجعل غراب البين في داره ساكناً.