تناقلت وسائل إعلام سعودية مختلفة واقعة قيام فتاة سعودية فى العقد الثاني من عمرها بالقفز خارج سيارة أجرة بالدمام بعد تعرضها للتحرش من قِبَل سائقها الأجنبي، وأشارت تقارير صحفية، أمس الأربعاء، إلى إصابة الفتاة بجراح متوسطة إثر فرارا من تحرش سائق السيارة الأسيوي الجنسية، مضيفة أن الفتاة تعرضت لتحرش لفظي دفعها للقفز من السيارة رغم سيرها.
من جانبه، استنكر عضو مجلس الشورى السعودي «عيسى الغيث» الواقعة وربط بينها وبين منع المرأة من القيادة، معربا عن استغرابه لاستمرار منع قيادة المرأة وكذلك تعطيل مشاريع فرض نظام لمكافحة التحرش.
وعلق «الغيث»، الذي يعمل أيضا كقاضٍ بمحكمة الاستثمار العربية وخبير الفقه والقضاء بجامعة الدول العربية، فى تغريدة عبر موقع «تويتر» قائلا: «مواطنة تقفز من ليموزين بعد تحرش السائق بها! حتى متى نمنع قيادة المرأة للسيارة؟! وحتى متى نقاوم نظام مكافحة التحرش؟!».
وقال المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد «زياد الرقيطي» : «الفتاة أبلغت مركز شرطة شمال الدمام الاثنين الماضي، عن تعرضها للتحرش اللفظي من سائق سيارة أجرة (ليموزين)، أثناء إيصالها إلى أحد المواقع، ما اضطرها إلى مغادرة مركبة الأجرة وهي في وضع السير للهرب منه»، مضيفا: «باشر المختصون في شرطة الدمام اتخاذ الإجراءات اللازمة وعمل فريق العمل المختص لتحديد هوية السائق والقبض عليه، إذ تبين أنه مقيم في الثلاثينيات من عمره وهو من جنسية آسيوية، لتجري إحالته وملف الواقعة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص».
وتبادل نشطاء ومغردون تعليقاتهم عبر وسم «#فتاة_تقفز_من_ليموزين_بعد_تحرش_السائق_الآسيوي» الذي تناول القضية المثيرة للجدل، وبينما أسقط كثيرون الواقعة علي قضية حظر المرأة للسيارة، غير أن آخرين ألقوا اللوم علي الفتاة نفسها، بينما اعتبر أخرين الدولة هي المتسبب الرئيسي لتقاعسها عن حل ظاهرة التحرش.
وتهكمت إحدى المشاركات عبر الوسم قائلة: «أهم شي المرأة ماتسوق ياشعب الفضيلة!»، واتفقت أخري معها قائلة: «أصلا البنت غلطانة ليش تركب ليموزين المفروض تمشي في الشمس لين -إلى حين- تتقطع رجلها ففيها الأجر والثواب».
أما على الجانب الآخر، فقد رأي البعض أن الحادث ناجم عن خطأ ارتكبته تلك السيدة، حيث أعادوا تداول تغريدة سابقة للكاتب والداعية السعودي «عبدالله بن محمد الداوود» قال فيها: «راجعي نفسك حين يتحرش بك أجنبي، فقد يكون بسبب شكوى منك أو لين حديثك أو صحبة سوء أو مظهرك أو صورة العرض أو تعريفك لحسابك»، في إشارة إلى تطبيقات طلب سيارات الأجرة التي تستخدمها السيدات السعوديات.
بدورها، قالت الكاتبة والناشطة السعودية «سُكينة المشيخص» عبر حسابها مستنكرة الحادث: «وعندما نتحدث عن قيادة المرأة للسيارة نجد المعارضين يهاجموننا بحجة أننا ندعو لتفسخ المرأة !».
بينما رأت شريحة أخرى من المتابعين أن سبب وقوع الحادث ليست في مبدأ قيادة المرأة من عدمه، وإنما في غياب القوانين والتشريعات التي تجرّم التحرش بأنواعه وتقي المرأة السعودية من الوقوع فيه وتكفل لها حق مقاضاة من يتعرض لها بمثل تلك الإنتهاكات. وقال الناشط «عبدالله الودعاني» حول ذلك: «وإن تم السماح للمرأة بالقيادة هناك نساء لن يستطعن إمتلاك سيارة فهل يتركن”فريسة”في مثل حالة».
واتفق معه «فهد العبد الجابر» الباحث الاقتصادي السعودي والمهتم بالشأن العام، قائلا: «لا أناقش قيادة المرأة لكن لو وُجد العقاب لهذا السائق الكلب لإرتدع غيره!»، بينما اختتم آخر قائلا: «عادي يتحرش و عادي حتی لو اغتصب .. اهم شیء المرأة ما تقود سيارة !! صحونجية متخلفة!».
يذكر أن قضية قيادة المرأة للسيارة بالسعودية طرحت بقوة خلال الشهرين الماضي والحالي، وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية أخبارا مطلع الشهر الحالي عن موافقة مجلس الشورى في البحث بقضية قيادة المرأة للسيارة في المملكة، الأمر الذي نفاه ناطق باسم المجلس في وقت لاحق.
وسبق ذلك بأيام فشل حملة ناشطات سعوديات كنّ يعتزم التحرك للمطالبة بالسماح للمرأة بقيادة السيارات في المملكة، وذلك في الذكرى الأولى لحملة مماثلة جرت في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2013، وذلك في خطوة أتت بعد تحذيرات صارمة من وزارة الداخلية السعودية.