في كتاب “أجنحة الخطأ” الذي صدر مؤخرًا في إسرائيل ويعتمد على لقاءات أجراها مؤلفه مع إيلي زاعيرا رئيس المخابرات الإسرائيلية خلال فترة حرب أكتوبر 1973، يصف مؤلفه، أشرف مروان صهر الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، ومدير مكتب الرئيس الراحل أنور السادات بأنه “أفضل جواسيس إسرائيل”.
ويتحدث الكتاب عن المؤامرات وعمليات التجسس والتقديرات الخاطئة للاستخبارات الإسرائيلية التي أدت إلى هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر.
ويعتمد مؤلفه أفيرام برقاي كتابه على 1200 دقيقة من اللقاءات مع زاعيرا، والذي وصفته صحيفة “هاآرتس” بأنه “يعتبر هو أحد أكبر المسؤولين عن التقصير في تلك الحرب، فيما يتعلق بتوقع نشوبها”.
ووفقا للكتاب، فقد اعترف زاعيرا بأخطائه العديدة في هذه الحرب، كما وصف جهود قسم الأبحاث التابع للمخابرات الحربية الإسرائيلية بأنها لم تكن كافية بشكل جيد ماأدى إلى الهزيمة.
وتطرق الكتاب إلى أشرف مروان –رجل الأعمال المصري الذي عثر عليه مقتولاً منذ سنوات في لندن وتزعم إسرائيل عمالته للموساد- إذ يتحدث عنه كـ “أحد أفضل جواسيس إسرائيل”.
ويكشف زاعيرا, أن “مروان نقل بروتوكلات المحادثات بين الرئيس أنور السادات وقائد الاتحاد السوفييتي ليونيد بريجنيف عام 1971، والتي أعرب فيها الأول عن رغبته في إعادة قناة السويس إلى سيادة مصر عبر السيطرة عليها من جديد هي وممرات متلا والجدي في شبه جزيرة سيناء، بشرط أن يوفر الاتحاد السوفييتي للقاهرة تفوقًا جويًا عسكريًا على إسرائيل”.
ووفقا للكتاب، فقد أكد زاعيرا مصداقية الوثائق التي نقلها مروان عميل “الموساد” إلى إسرائيل، مضيفًا: “اللقاءات “التفوق الجوي الذي رغب السادات في تحقيقه تمثل في إضافة 5أسراب جوية قتالية طويلة المدى، وبدون هذه الأسراب، كانت المخابرات الحربية الإسرائيلية واثقة أن مصر لن تشن حربًا ضد إسرائيل”.
وتحدث زاعيرا عن اقتراح تقدم به إلى نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي قبل حرب 73، بأن تنسحب إسرائيل إلى ممرات متلا والجدي وتترك قناة السويس، مبررًا ذلك بأن الجلوس على خط القناة يتناقض مع المنطق العسكري وأنه لا يمكن حمايتها، والضرورة تقتضي الجلوس على خط جبلي”.
وتابع “لكن نائب رئيس الأركان رفض، وقال لي لو أخبرت المؤسسة السياسية الإسرائيلية بذلك لألقوك من فوق أدراج السلالم”.
وأضاف زاعيرا “الجميع كان يعتقد أن مخابراتنا الحربية هي الفنار الذي سيحذر إسرائيل من نشوب الحرب، لكن التاريخ علمنا أنه لا يمكن التنبؤ بأي هجمة مفاجئة، السياسيون هم الذين نظروا للمخابرات الحربية واستنتجوا توقعات خيالية وغير واقعية، السياسيون هم الذين فشلوا في هذه الحرب”.
وذكر أن “كل أجهزة الاستخبارات العسكرية بما فيها مخابرات سلاح الجو والبحرية قالت إن الملابسات والظروف والشروط كي تشن القاهرة حربًا علينا لم تتوفر بعد، والصور الجوية التي تم التقاطها كشفت عن عمليات إصلاح تتم في مطارين عسكريين مصريين”.
وأشار إلى أن “مخابرات سلاح الجو أوضحت أن المطارين سيستعيدان كفائتيهما العملياتية بعد شهور، ولهذا كان واضحًا أن الحرب لن تندلع قريبًا، عن نفسي، لم يكن يخطر ببالي أن السادات سيشن الحرب بدون تفوق جوي”.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن بارقاي استعان في كتابة أيضا بلقاءات موازية أجراها مع رئيس الموساد –خلال حرب أكتوبر- تسيبي زامير والذي اتهم زاعيرا بأنه ضلل الحكومة والجيش بتأكيده أن الحرب لن تندلع، وذلك بالرغم من المعلومات التي كانت بحوزته وحصل عليها من الموساد، والتي كانت تلزمه بان يقول العكس ويحذر من نشوب المعارك قريبا، وبهذا حجب زاعيرا عن المستوى السياسي والعسكري بتل أبيب معلومات كان من شانها أن تمنع اندلاع الحرب.
وتساءلت الصحيفة: “لماذا لم يسأل زامير مروان عندما التقاه في لندن في اليوم السابق للحرب عن الساعة التي ستندلع فيها، لقد علم زامير أنها ستنشب قبل حلول المساء، لكنها اندلعت في الساعة الثانية ظهرا، أي قبل 3 ساعات و25 دقيقة من الموعد المتوقع”، لافتة إلى أن أحدا لم يجب عن هذا السؤال حتى الآن.