توالت لليوم الثالث ردود الفعل على ما يسمى بقائمة “الإرهاب” الإماراتية التي أعلنتها مطلع الأسبوع الحالي وسط مطالب من منظمات وهيئات ادرجت بالقائمة بتوضيح المعايير وإعلان المستندات القانوينة التي تم على أساسها وضع القائمة, فمن جهتها أعلنت السلطات الأمريكية إجراءها اتصالات مع نظيرتها الإماراتية بهدف معرفة أسباب إدراج اثنتين من المنظمات الأمريكية الإسلامية على القائمة.
وقال مدير العلاقات الصحفية لوزارة الخارجية الأمريكية، جيف راثكي، خلال موجز الوزارة من واشنطن، أمس: “اطلعنا على لائحة منظمات (مصنفة بالإرهاب) نشرتها الإمارات قبل أيام قليلة، ونحن على علم بأن 2 من المنظمات التي مقرها في الولايات المتحدة قد تم إدراجها فيها ونحن نحاول الحصول على معلومات عن سبب ذلك”.
ومن جانبها, طالبت “رابطة مسلمي بريطانيا” الحكومة البريطانية، بالتدخل لرفع اسمها من قائمة التنظيمات الإرهابية التي أصدرتها الإمارات.
وأوضحت الرابطة، أنه على الحكومة البريطانية، الدفاع عن المواطنين البريطانيين، مؤكدة أنها ملتزمة كمنظمة باللوائح وتشريعات المملكة المتحدة وليس لها أي علاقة على الإطلاق بالإرهاب أو أي شكل من أشكال الفكر المتطرف.
وأكد رئيس الرابطة عمر الحمدون، أنه سيخاطب وزارة الخارجية البريطانية رسميا للتحرك للحصول على أسباب وأدلة إدراج الرابطة ضمن القائمة الإماراتية، والعمل على حذف اسمها منها.
وعبر عن إدانة الرابطة الكامل لهذه الخطوة التي قامت بها الإمارات، مضيفاً أن القرار محل شك في الأساس.
وتابع: “لا يمكن أن تؤخذ هذه القائمة مأخذ الجد خاصة أنها صادرة عن حكومة ذات نظام سلطوي يحرم مواطنيه والعمال المهاجرين من حقوقهم الديمقراطية”.
وشملت القائمة التي أصدرتها الإمارات، 14 منظمة إسلامية في أوروبا ، منها 4 بالمملكة المتحدة هي: “رابطة مسلمي بريطانيا” و”منظمة الإغاثة الإسلامية في المملكة المتحدة” و”مؤسسة قرطبة” و”منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية”.
السويد تصفع الإمارات
فيما قالت “وزارة الخارجيّة السّويديّة” للقسم العربي في “راديو السّويد”، إنها لن تعترف بتصنيف “الإمارات العربية المتّحدة” وإنّها تخضع فقط للتصنيف الذي يُقره الاتحاد الأوروبي، الذي لا يُدرج “الإخوان المسلمين” ولا “الرابطة الإسلامية السويدية” ضمن المنظمات الإرهابية.
ووصف “عمر مصطفى” رئيس الرابطة في العاصمة السويديّة”ستوكهولم” في لقاءٍ مع راديو السّويد باللغة العربية؛ هذا القرار بـ “السّخيف”. وقال إنه سيتم الاتصال بدولة الإمارات لمعرفة المعايير التي اتّخذتها لإدراج الرابطة ومنظمات حقوقية أخرى ضمن لائحة المنظمات الإرهابية؛ ولم يستبعد أن ترفع الرابطة دعوى قضائية ضدها.
وأصدرت الرابطة الإسلاميّة في “الدنمارك” بياناً أعلنت فيه عدم وجود أي علاقة لها بجماعة “الأخوان المسلمين” مؤكدة “أنّ الإمارات العربية اتّخذت قرارها بإدراج الرابطة في “كوبنهاغن” ضمن قائمة الجماعات “الإرهابية” جاء من “الوهم” الذي تعيشه الدولة الخليجية؛ ولعدم التحقق من المعلومات عنها, مشيرة إلى أنها كانت قد دعت إلى عدد كبير من المؤتمرات الرافضة للإرهاب وممارسته باسم الإسلام والمسلمين .
ولا زالت تداعيات القرار الإماراتي تتفاعل علي السّاحة السّويدية والإسكندنافية عامّة بعد إدراج الرابطة الإسلامية في السويد بقائمة “الإرهاب”, علماً أن المسجد الذي تتخذه الرابطة مقراً لها في “ستوكهولم” بٌني على نفقة الشّيخ الرّاحل “زايد بن سلطان”.
يُذكر أنّ القائمة شمِلت عدداً من المؤسسات الحقوقية والهيئات الإغاثية التي تُمارس أنشطتها بشكل قانوني في الدول الغربية مثل:
– اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا – التجمع الإسلامي في ألمانيا – الرابطة الإسلامية في الدانمارك – الرابطة الإسلامية في السويد – الرابطة الإسلامية في فنلندا – الرابطة الإسلامية في إيطاليا – الرابطة الإسلامية في النرويج – الرابطة الإسلامية في بلجيكا – منظمة الكرامة بجنيف – منظمة الإغاثة الإسلامية في لندن – منظمة كانفاس في بلغراد- صربيا – الرابطة الإسلامية في بريطانيا – الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وتعتبر “الرابطة الإسلامية في السويد” المحرّك الرئيسي للعمل الإسلامي في السّويد فهي التي تقف وراء العديد من الإنجازات التي تحققت خلال العشرين سنة الأخيرة من العمل الإسلامي في السويد ومن إنجازاتها
تأسست الرابطة الإسلامية في استكهولم عام 1980م – تأسس المجلس الإسلامي السويدي عام 1990م – افتتاح أول مدرسة إسلامية ثم تلاها 4 مدارس أخرى.
وبدورها, قالت الرابطة العالمية للحقوق والحريات إنها تلقت ببالغ القلق والامتعاض ما اعلنته الإمارات بإدراج ثلاثة وثمانين منظمة إسلامية معظمها هيئات علمية وبحثية وإغاثية منتشرة حول العالم، تتمتع بالصفة القانونية في الدول المسجلة فيها، بالقائمة الإرهابية -بحسب وصف الحكومة الإماراتية-.
وأشارت الرابطة إلى أن اللائحة ضمت العديد من المؤسسات العلمية والإغاثية الإسلامية المرموقة والمنظمات الاجتماعية والإسلامية في بعض الدول الأوروبية وصنفت كمنظمات إرهابية بدون أي أدلة أو أسباب موضوعية تبرر قرار التصنيف وتنسجم مع معايير الجريمة الإرهابية وفقاً للقانون الذي أقره مجلس الوزراء الإماراتي، ومدى التزام هذا القانون بالمعايير الدولية المتعلقة بتعريف الجرائم والمنظمات الإرهابية.
واكدت الرابطة أن القائمة تعد تعبيراً عن موقف سياسي ، وإساءة في استخدام الحملة الدولية لمواجهة بعض المنظمات الإرهابية في المنطقة لتصفية حسابات سياسية مع مؤسسات وهيئات لا علاقة لها بالإرهاب، وهو موقف يضر بكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمحاصرة المنظمات الإرهابية الحقيقية، ويفقدها المصداقية، ناهيك على أن هذه السياسة تسجل تناقضاً صارخاً مع مبادئ حقوق الإنسان القائمة على مبدأ براءة المتهم حتى تثبت إدانته، مما يفتح الباب أمام تشويه صورة المؤسسات والأفراد بدون سند من القانون أو العدالة.
واعتبرت الرابطة العالمية للحقوق والحريات أن الزج بالأبرياء واتهامهم بتهم جسيمة مثل الإرهاب واقتصار القائمة على الهيئات والمؤسسات الإسلامية فقط يعزز من حالة الإسلاموفوبيا السائدة والتي بدأت تعاني من تداعياتها الأقليات الإسلامية حول العالم.
وطالبت الإمارات بتوضيح المعايير والمستندات القانونية والمعطيات التي أسست عليها قرارها في حق مؤسسات إسلامية، وإعادة النظر في الخلط بين المواقف السياسية لهذه المنظمات وبين الجريمة الإرهابية التي ينبغي أن تكون واضحة ومحددة وفقاً للمعايير الدولية ذات الصلة.
وفى سياق متصل, نشر «نهاد عوض» رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) الذي ادرج ضمن القائمة الإماراتية, وثيقة مرسلة من السفارة الإماراتية بواشنطن إلى المؤسسة تشيد فيها بدورها في الدفاع عن حقوق مسلمي أمريكا وتقديم صورة صحيحة عن الإسلام، متسائلا ما الذي تغير.
وقال على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد أن نشر الوثيقة، إن «كير» التي تعتبرها الإمارات إرهابية لها سجل من الإنجازات، لافتا إلى أنها وزعت 37000 نسخة من الدليل الإعلامي بالإنجليزية عن الإسلام على وسائل الإعلام الأمريكية لرفع وعيهم بحقيقة الإسلام.
كما وزعت كير 14000 قرص DVD بالإنجليزية عن الرسول «محمد» – صلى الله عليه وسلم – لعموم المجتمع الأمريكي، كما أنها وزعت 100000 نسخة مجاناً من ترجمة معاني القرآن الكريم للانجليزية إلى المجتمع الامريكي.
وقال إن تلك الجهود تسفر سنويا عن اعتناق حوالي 25000 أمريكي من جميع الأجناس الإسلام.