أفرد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرًا مطولاً عن القمع المصري لحرية التعبير، والذي وصل به الحال إلى أن المواطنين قد يتعرضون للاعتقال نتيجة الثرثرة على المقهى.
واستدل الموقع على ذلك بواقعة احتجاز الصحفية المصرية سارة خورشيد وشقيقتها الصغرى، بسبب مناقشتهما الوضع السياسي مع رئيس تحرير صحيفة “لوموند ديبلوماتيك” الفرنسية السابق آلان جريش على مقهى في منطقة وسط القاهرة الأسبوع الماضي، حيث نهضت إحدى الزبائن من على الطاولة المجاورة لهما، وصرخت فيهم قائلة: ”أنتم تدمرون الوطن”، وبعدها أبلغت ضباط الشرطة بالخارج أن أجنبيًا مع مصريتين يخططون ضد الوطن.
هذا الموقف الغريب أدهش خورشيد، البالغة من العمر 33 عامًا، والتي تكتب لصحيفة “هافينجتون بوست” الأمريكية، والتي شاركت في الاحتجاجات ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011.
ولفت الموقع إلى أن الحياة في مصر أصبحت تتسم بالمغالاة في القومية، خاصة بعدما أطاح الجيش بالرئيس الأسبق محمد مرسي العام الماضي، ونصّب حكومة حظرت جماعة الإخوان المسلمين وشنت حملة قمعية واسعة النطاق ضد المعارضين السياسيين.
وقالت سارة خورشيد، في تصريحات خاصة لموقع “ميدل إيست آي”: “الشعب المصري يقف على حافة الهاوية، وصل الحال إلى أن مناقشة السياسة في الأماكن العامة أو انتقاد الحكومة تعتبر أمرا بغيضا”.
وبينما كانت خورشيد تغادر المقهى برفقة شقيقتها ورئيس التحرير الفرنسي السابق، أوقفهم ضابط شرطة وأخذ بطاقتهم الهوية، وبدأ في استجوابهم، ووجه سؤالا للصحفي الفرنسي عن أسباب وجوده في مصر، وكيفية وأسباب معرفة خورشيد به.
وبينما ظلت خورشيد رهن الاعتقال على مدى ساعتين، تذكرت مقابلة مع صديق سوري لها في مقهى بدمشق عام 2008، حين بدأت التحدث بشكل معتاد عن السياسة، وعندها أوقفها صديقها فجأة، هامسًا لها أن النادلة يمكنها الإبلاغ عنهما للشرطة السورية، وهي ترى الآن أن مصر تتجه في نفس المسار.
واختتمت خورشيد بالقول: “ما زلت في حيرة حول ما حدث، ففي البلدان العادية، أفترض اعتقال الأشخاص بسبب انتهاك القانون، لكن في مصر يواجه الشخص خطر الاعتقال بشكل دائم بدون سبب”.