لا تزال حُفر الصرف الصحي تحصد الأرواح وتبتلع الأحلام، في ظل صمت المسؤولين وانعدام الأمانة. فبعد مضي شهر على فاجعة حادثة التحلية والتي أخلت “أمانة جدة” مسؤوليتها عنها بذريعة أن حفرة الصرف الصحي التي وقعت فيها الحادثة لا تشرف عليها، يستيقظ أهالي جدة على فاجعة أخرى، حيث ابتلعت أحد حفر “الموت” عبد الله الزهراني وهو طالب في المرحلة الثانوية اثناء خروجه من المدرسة.
تحت وسم #حفرة_صرف_صحي_تبتلع_طالب_بجدة، تفاعل المغردون مع الحادثة بأكثر من 28 ألف خلال الساعات الأولى، وسط موجة عضب واستياء، متسائلين: هل تنتظر الأمانة سقوط أحد أبناء الأكرمين حتى تتحرك؟! مستنكرين الاستهتار في التعاطي مع أرواح البشر، فيما وصف البعض مواقف المسؤولين تجاه هذه الحوادث بـ”المخزية”.
وكان المغردون قد أطلقوا في وقت سابق حملة شعبية تهدف إلى الإبلاغ عن الحفر المكشوفة تحت وسم #حملة_الإبلاغ_عن_فتحات_الصرف_الصحي، ولقيت المبادرة تفاعلًا بين المغردين.
يُذكر أنّ هذه ليست المرة الأولى لمثل هذه الحوادث، سبق أن تكررت الحادثة يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول 2013، عندما سقطت الطفلة لمى الروقي في البئر المكشوفة التي يصل عمقها إلى 114 مترًا، وكانت البئر غير محاطة بأي سياج أو علامات تحذيرية، وبعد أكثر من شهر ونصف من عملية البحث عن الطفلة، انتشل فريق من شركة عملاقة جثمانها من داخل بئر مهجورة في تبوك.
وتحولت حادثة الطفلة لمى إلى قضية أثارت جدلًا في الشارع السعودي وأطلقت شائعات واتهامات وانتقادات للسلطات المحلية وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
تهاني الناصر