حينما كان عضوا في مجلس الشيوخ عام 2008، انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحرب التي شنها سلفه جورج دبليو بوش في العراق، بقوله “عند الافتقار لاستراتيجية شاملة، لا يكون هناك تعريف واضح للنجاح.. خوض حرب بدون هدف لن يجلب مزيد من الأمان للشعب الأمريكي”.
لكن بعد 44 شهرا من اندﻻع الحرب الأهلية السورية و14 أسبوعا منذ إعلانه الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (المعروف إعلاميا بداعش)، يواجه أوباما نفس الموقف حيث يقود حملة عسكرية بحثا عن استراتيجية.
بهذه العبارات، رأت صحيفة “نيويورك ديلي نيوز” الأمريكية أن الرئيس أوباما يكرر أخطاء الماضي، إذ أن جهود أوباما الحالية تناقض تصريحاته في عام 2008 وتدعو إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من منصبه، في تحول جذري ومحفوف بالمخاطر يثير تساؤلا واضحا: من يتولى رئاسة سوريا بعد الإطاحة بالأسد؟
وفقا لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، فإن الخطة ستكون التخلص من الأسد مع الإبقاء على معظم نظام الحكم البعثي، وذلك لتمهيد الطريق أمام إبرام اتفاق نووي مع نظام الملالي في إيران، الراعي الرئيسي للأسد.
لكن ما هو مؤكد الآن أن آمال أوباما لتبديد التهديدات الجهادية التي يفرضها تنظيم داعش أصبحت قاتمة، إذ أنه بعد 19 شهرا من انقسام داعش عن تنظيم القاعدة، تحالفت الجماعات المتطرفة في سوريا لمقاتلة كل من نظام الأسد وما تبقى من المتمردين العلمانيين الذين تعتمد الولايات المتحدة عليهم في سوريا، بحسب الصحيفة.
وقد تجاهل أوباما العراق حتى حقق تنظيم داعش تقدما كبيرا في كل من سوريا والعراق ونشر فيديوهات لعمليات قتل شنيعة شملت أمريكيين.
وبعد تردد، دعا أوباما لتشكيل ائتلاف دولي لدحر تقدم داعش في البلدين، لكن الحملة التي تعهد الرئيس الأمريكي بأن تكون مهمة إنسانية محدودة آخذة في اﻻتساع، على حد قول الصحيفة.
وبالرغم من بلوغ تكلفة الحملة الدولية ضد داعش نحو 10 مليون دولار، وارتفاع عدد الجنود العسكريين الأمريكيين الموجودين في العراق كمستشارين، إلا أن التنظيم لا يزال يسيطر على منطقة تصل مساحتها إلى 10 آلاف ميل مربع.
وقد أبلغ رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي القوات الأمريكية في العراق أن زخم القتال بدأ في التحول ضد مسلحي (داعش)، متوقعا أن تستمر الحملة ضدهم سنوات.
وتنشر الولايات المتحدة، التي تتواصل ضرباتها الجوية ضد أهداف داعش، أكثر من ألف عنصر من قواتها العسكرية في العراق للمساعدة في تدريب القوات الأمنية العراقية.
وذكرت الصحيفة أن أوباما يغير أهداف الحملة ضد داعش في كل مرة يتحدث فيها للشعب الأمريكي، حيث تحولت أهداف المهمة من إنسانية إلى القضاء على داعش.
واختتمت الصحيفة بطرح سؤالين على الرئيس أوباما: هل لديك استراتيجية شاملة للحرب ضد داعش في العراق وسوريا؟ وما هو التعريف الواضح للنجاح من وجهة نظرك؟