من المؤكد أن مصطفي بكري سيندم كثيرا بعد تلك التصريحات والفضفضات التي أخرجها من مخزون ذكرياته بعد أن يراجع ما قاله مرة ثانية ليشاهد نفسه وهو يؤكد ما حاول كثيرا أن ينفيه, وسيندم علي ما صرح به في نهاية حواره لبرنامج الزنزانة الذي يقدمه محمد صادق عبر فضائية دريم 2, وقد أذيعت حلقة بكري مساء أمس الجمعة في تمام الساعة السابعة والنصف, والتي حاول فيها بكري مرارا نفي تهمة لاحقته طويلا؛ وهي العمالة لنظام مبارك, والظهور بمظهر المعارض, بالاتفاق مع النظام عبر أمن الدولة, وهو ما واجهه به المحاور, إلا أن بكري نفي بالطبع ذلك بالكلام فقط, ولكن حينما تحدث عن مواقف بذاتها هو نفسه جاء منها اعترافا صريحا بعمالته للأمن, فقد حكي بكري نصا أنه قد تم الحكم عليه بالحبس في قضية رفعها عليه محمد عبد العال رئيس أحد الأحزاب سابقا, وقامت الشرطة بإلقاء القبض عليه في الخامسة فجرا لتنفيذ الحكم, ثم قال بعضمة لسانه: أنه أثناء الذهاب به إلي السجن رفض تماما الذهاب إلي سجن الاستئناف لكراهيته له, فذهبوا به إلي سجن طرة (سيادته يختار السجن الذي يحب أن يذهب إليه.. ما شاء الله) وواصل قائلا أنه كان معه شقيقه محمود الذي تم الحكم عليه في ذات القضية, وأنه بعد ذهابه إلي سجن طرة دخل إلي مستشفي السجن مباشرة (!!).
والمفاجأة أن يقول بكري بالنص أنه أثناء تواجده بالسجن بعد كام يوم تلقي مكالمة تليفونية من حبيب العادلي وزير الداخلية وقتها شخصيا, يخبره فيها ألا يقلق, ويسأل عن أحواله, وما إن كان يلقي معاملة جيدة أم لا, والزيارات المفتوحة له, فأخبره بكري أنه بخير وتمام, وقال أنه يتلقي زيارات من حوالي 40 شخصا يوميا, وأكد بكري أن العادلي طمأنه, وأن مبارك يهتم بموضوع حبسه, ويقول بكري أنه خرج بالفعل بعد 24 يوما فقط من السجن!!
والعجيب أن بكري حكي حكاية سجنه تلك ودخوله مستشفي طرة ليؤكد علي صدق الأحلام المنامية للسيدة والدته, التي رأته في المنام يدخل المستشفي ويجهز له ولشقيقه محمود سريرين بجوار بعضهما كما قال, ثم حكي الحكاية سالفة الذكر دون أن يسأل نفسه عن وقع ذلك علي المشاهد الذي يري بكري بنفسه يحكي كيف اتصل به وزير النظام الذي هو عدو لدود له, وكيف تدخل رئيس النظام الذي يعارضه لإخراجه من السجن.. وهل هناك اعتراف أكبر من ذلك بتبعية بكري لأمن دولة مبارك ونظامه (يعني يسجنوه يومين ويعملوا منه بطل, وبعدين روح يا مصطفي استولي علي حزب الأحرار بالبلطجية يروح مصطفي.. مثلا يعني)!!
مصطفي بكري يتوقع اغتياله:
أما أخطر ما قاله بكري, وهو مفاجأة أخري بكل المقاييس, فهو إجابته الأخيرة عن السؤال الأخير في الحلقة حينما سأله صادق: هل سيظل هناك سجناء للرأي في هذا العهد أم تتوقع اختفاء هذه الظاهرة؟!
فقال بكري علي الفور ملقيا قنبلته الأخيرة؛ وبالنص: للأسف سيكون هناك سجناء للرأي وربما أكون واحدا منهم إن لم يتم قتلي!!
وكانت كلمات بكري تلك هي الأخيرة في الحلقة, ولا أدرى كيف ترك المذيع ضيفه حتي لو انتهي الوقت دون أن يسأله لماذا؟!
نصر العشماوي
الشعب