هاجم الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر السعودية، معتبرا ما تسميه “الحرب على الإرهاب” حربا على الإسلام ذاته، متخذة من محاربة “داعش” ذريعة، صارخا: “السعودية ما بتشوف كم مسلم سني ماتوا بسوريا! ما بيشوفوا كم ألف بنت مسجونين ومغتصبين بسجون المالكي، ليش ما طلعوا ضده”!.
وفي حواره مع صحيفة “القدس العربي” قال المطرب اللبناني الذي حكمت عليه السلطات اللبنانية بالإعدام في مارس 2014 غيابيا بتهمة تنظيم مجموعات عسكرية، بهدف التعرض لمؤسسة الدولة المتمثلة في الجيش، وأيضا قتل ضباط وأفراد أمن واقتناء مواد متفجرة، وأسلحة خفيفة وثقيلة استخدمت ضد الجيش، قال: إن مشواره مع العمل السياسي بدأ عندما تعرض أصدقاؤه وأقاربه في صيدا للتعذيب والإهانة خلال اعتقالهم في سجون تابعة لأجهزة الأمن اللبنانية، وخاضعة لسيطرة حزب الله ومنظومات حزبية لطوائف أخرى في لبنان، وأنها البداية التي جعلته يميل إلى الاتجاه السنّي السلفي.
وفي حواره وجَّه فضل شاكر اتهامات عديدة للجيش اللبناني، واتهمه بإخضاع أهل السنة للإذلال الطائفي من خلال سبّ الصحابة والإهانة المنهجية لهم.
وأكد أنه كان يحاول الإفراج عن العديد من أصدقائه الذين كانت الأجهزة الأمنية للجيش اللبناني تعتقلهم، وأنه كان يستخدم علاقاته مع الضباط ويدفع الرشاوى من أجل الإفراج عنهم كما كان يتصل بسياسيين من ذوي السلطان، مثل سعد الحريري للتدخل لمساعدتهم .
وقال شاكر: إن تلك الفترة كانت صدمته الأولى حيث صار يشعر باستهداف لمدينته صيدا ذات الأغلبية السنية التي تتعرض لهيمنة حزب الله عليها، مما جعل السنّة يشعرون وكأنهم هم الأقلية وقال: “تخيل إنه كل مؤسسات مدينة صيدا خاضعة لسيطرة حزب الله وحركة أمل”، مشيراً إلى أن أغلب موظفي القطاع العام في صيدا السنية هم من الشيعة، كما أن القضاء والأمن تحت سيطرتهم وحتى تسجيل السيارات على حد تعبيره.
واتهم شاكر حركة أمل بإحراق بيته وسرقة ما يعادل المليون دولار، وأن مسؤول مخابرات الجنوب ممدوح صعب كان واقفا أمام بيته في ذلك الحين وما فعل شيئا على الإطلاق.
وأكد شاكر أن هذه الممارسات القمعية والطائفية هي وراء تصاعد التشدد والتزمت عند أبناء صيدا السنة قائلا: “كتير ناس كانوا عاديين وصاروا متشددين ومتزمتين من وراء هالظلم، وما بس فنانين، من ورا هالظلم بكرا حتى الرقاصات يمكن يفجروا حالهن”.
كما هاجم شاكر أيضا قيادات الطائفة السنية اللبنانية، وخصوصا عائلة الحريري، قائلاً: “سعد الحريري يدعم الجيش اللبناني بمليارات الدولارات من السعودية ليحارب إرهابيين السنة، طيب حزب الله اللي راح يقتل السنة بسوريا مش إرهاب؟”.
وختم المطرب اللبناني حديثه بامتداح الفلسطينيين قائلا: “أنا بدايتي من هذا المخيم. ما خليت سطح بالمخيم إلا وغنيت فيه. أنا لبناني وهواي فلسطيني”.
والفنان فضل شاكر من مواليد مدينة صيدا في لبنان, لبناني من أصول فلسطينية, متزوج وله ثلاثة أبناء، هم: ألحان و محمد ورنا, وزوجته تدعى ناديا وهي فلسطينية الأصل، وكان فضل يتحدث دائما عن قصة حب جميلة جمعت بينهما خلال عامه العشرين.
وفي عام 2012 فاجأ فضل شاكر المعجبين بقرار اعتزاله النهائي, ولازم فضل الجماعة السنية منذ ذلك الوقت, وقد اعتزل لأسباب مختلفة منها دوافع دينية, وشعوره بالتقصير تجاه دينه, وأخرى سياسية واحتجاجية على الأوضاع الراهنة وأحداث الربيع العربي, وقد تأثر فضل بالثورة السورية بشكل كبير, وقرر دعمها بكل ما يملك.
وفي حين تفاجأ الجميع بقرار الاعتزال, أكد فضل أن هذا القرار كان بعد صراع طويل مع ذاته ولسنوات طويلة, حتى خرج إلى الواقع.