عندما يصاب شخص بالصلع في دولة عربية أو غربية فإن ذلك يعد شيئًا متقبلاً نظرًا لتقدمه في السن أو غيره فليس بالشىء الذي يلحق به العار أو ينقص من شأنه، ولكن الأمر مختلف تمامًا في باكستان، فمن يفقد شعره كمن فقد شرفه.
ففي بيشاور الواقعة عند أبواب أفغانستان والتي تعد ملجأ سريا لمتمردي حركة طالبان، يعمل رجال أرخوا لحاهم وسط الضجيج في الشوارع، وتنتشر في الشوارع المزدحمة لافتات لنجوم الغناء والكريكت تشيد بشهامتهم المستعادة بعد الخضوع لعملية زرع شعر، ويقول الباكستانيون “: شعرنا بمثابة سلاح ندافع به عن رجولتنا في وجه المجتمع”، في حين يوصم الصلع بالعار وهم يلقبون بمصطلح “غانجا” الذي يعني شخصا مصابا بإعاقة.
من جانبه يقول الطبيب هميون مهمند الرائد في زرع الشعر في البلاد “إذا وصف أحدهم بالأصلع في الغرب، لا يهتم للأمر بتاتا. لكن، نعت الشخص بأنه غانجا هنا، هو بمثابة شتيمة. فالصلع عرضة للشتائم ويوصمون بالعار”.
وفي نهاية العام 2007 عاد رئيس الوزراء نواز شريف الأصلع شيئا ما والذي أطاح به الجنرال برويز مشرف قبل ثماني سنوات، إلى البلاد بعد سنوات أمضاها في المنفى مع مظهر مختلف، فقد أجرى عملة زرع الشعر وهو ما جعل الأمر رائجاً، حيث كان المرضى يخشون الإصابة بمرض السرطان جراء العملية أو بالتهاب في الدماغ”.
ومنذ العام 2006 أجرى الطبيب هميون 8 آلاف عملية زرع شعر في مقابل ألف عملية في السنوات الخمس السابقة لتلك الفترة، بما يعنى أن هناك 9 ألاف رجل أقدموا على هذه العملية “لرد شرفهم”.