كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على بعض مناطق المللكة اليوم وأمس، وادت الى اغلاق الطرق واحتجاز المركبات والعائلات وقطع التيار الكهربائي وتحول الانفاق الى بحيرات مياه، عن فساد أمارات المناطق والأمانات والبلديات والمشروعات الوهمية، التي يعلن عن تنفيذها والرشاوى التي يدفعها المقاولون والشركات المنفذة للبنية التحتية، في الوقت الذي تنشغل فيه هيئة مكافحة الفساد بالاعمال الروتينية، والزيارات للأمراء والمسؤولين وتركت دورها ومهمتها ووظيفتها في تعقب المفسدين واللصوص.
فقد تسببت الأمطار التي هطلت على العاصمة المقدسة من بعد صلاة الجمعة اليوم الجمعة ؛ في حدوث حالة من الارتباك والفوضى على الطرق بسبب امتلائها بالمياه، وأغلقت الجهات الأمنية عدداً من الطرق بعد ارتفاع منسوب الأمطار فيها، واستخدمت الأنوار التحذيرية لتوجيه قائدي المركبات، وتساقطت الصخور من الجبال على طريق الشرائع الجديد الموصل إلى أنفاق الملك خالد وطريق المجازر الجديد.
واعرب المواطنون عن تذمرهم لفشل مشروعات الصرف وتصريف مياه الامطار عن التصريف، وتحول الشوارع الى برك للمياه، وقالوا أن المشكلة لا زالت متكررة بدون أن تتدخل جهة ما لمعالجتها أو الاستعداد لاحتمالات هطول الأمطار، ومن هذه الأماكن طريق المعيصم، وأنفاق الملك خالد قبل مستشفى طوارئ منى، ومقابل مجاز الإبل والأغنام .
و قال الناطق الإعلامي باسم مدني العاصمة المقدسة المقدم صالح العلياني: “تم تطبيق خطة الأمطار لرفع جاهزية الفرق وتوزيعها على المواقع المحددة في الخطة لمواجهة أي طارئ”، واعترف بوقوع حوادث الالتماسات الكهربائية، وطالب التزام الحذر وتجنب مجاري الأودية ومصادر الكهرباء.
وقد سَبّب هطول الأمطار التي شهدتها العاصمة المقدسة مساء اليوم، في سقوط عدد من أشجار الـ”نيم” الضخمة على عدد من المركبات بحي الزاهر؛ مما ألحق بها أضراراً كبيرة، وساهمت الرياح -التي تَزَامن هبوبها مع هطول الأمطار- في سقوط هذه الأشجار، وإغلاق عدد من الشوارع.
وفي الطائف أكد أهالي حي المنتزه أن الأمطار الغزيرة التي هطلت بالأمس قد حوّلت الحي إلى بحيرة كبيرة؛ حيث توقفت مياهها وتراكمت بسبب إغلاق العبارات، وشكا الأهالي من سوء تنفيذ مشروعات التصريف، وإهدار الأموال المستقطعة من الميزانية على ذلك، وتحدّثوا عن المركبات التي جرفتها مياه السيول الناتجة عن تلك الأمطار، وسوء المشاريع في الحي الناشئ، الذي تحوّلت شوارعه إلى “طين”، وبحيرات متراكمة وكأن فيضاناً قد اجتاح الحي.
وكرر الأهالي إدانتهم للأمانة، واتهموها بعدم ممارسة الرقابة الكافية على المقاولين الذين كانوا مسؤولين عن تنفيذ مشروعات التصريف.
وأكد المتحدث الرسمي باسم “صحة الطائف” سراج الحميدان، أن مستشفيات الطائف استقبلت -خلال الأمطار التي هطلت على الطائف مساء أمس الخميس- حوالى 25 إصابة، من بين الحالات 11 حالة ناجمة عن حوادث مرورية وحالتا دهس، إضافة إلى 12 حالة سقوط”، وأضاف: ” أعلنت إدارة الطوارئ والأزمات حالة الاستنفار، وجهزت عدة فِرَق طبية متحركة في جميع المستشفيات”.
وفي المدينة المنوّرة، حذّرت مديرية الدفاع المدني من حالة عدم استقرارٍ تشهدها أجواء منطقة المدينة المنوّرة، وخاصة المحافظات الساحلية، تُثير الغبار والرياح النشطة التي تؤثر في مدی الرؤية الأفقية وتؤدي لهطول أمطارٍ علی محافظة ينبع؛ ذلك من مساء اليوم الجمعة، وخلال الأيام الثلاثة القادمة.
وقال الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنوّرة العقيد خالد بن مبارك الجهني، إنه تم استحداث ثلاثة مراكز إسناد آلي وبشري ضمن خطة السيول والأمطار، منها مركزان بالمدينة المنوّرة، ومركز في محافظة ينبع، كما تعمل الإدارات الخارجية مناطق إسناد لمراكزها إذا استدعی الموقف ذلك.
وأضاف: “تمّ إعداد خطة مواجهة بمشاركة الجهات المعنية بتدابير الدفاع المدني لمواجهة السيول و الأمطار”.
وأهاب الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة المدينة المنوّرة، بالمواطنين والمقيمين، أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري الأودية والشعاب، واتباع إرشادات السلامة في أثناء هطول الأمطار.
المصدر : شؤون خليجية