فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ فإن زيارة أي من قادة الفصائل إلى الإمارات لن تعتبر زيارة علاقات أو مجاملات أو حتى للتعرف على ما وصلت إليه القضية الفلسطينية من تطورات، فما بالك إن كانت زيارة لشخصية قيادية فلسطينية معروفة تقف إلى الجانب المقابل لحركة “حماس” وليس إلى صفها.
نتحدث هنا عن زيارة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، والذي حظي باستقبال رسمي رفيع المستوى، حيث اجتمع مع وزير الدولة في الإمارات أنور قرقاش، وذلك بالتزامن مع تحركات وأنباء عن خطط تقودها الإمارات بمشورة من مستشارها الأمني العقيد المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان لتوجيه ضربة قوية إلى حركة “حماس”، بتعاون وتنسيق كامل مع مصر.
اللقاء الذي لم تخفه وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية وأوردته بخبر مقتضب، تحدث – كما العادة – عن أن اللقاء جرى خلاله بحث آخر المستجدات السياسية بشأن القضية الفلسطينية. لكن الشأن الفلسطيني ينقسم إماراتياً إلى قسمين، أحدهما وهو الشأن الداخلي وبالأخص حركة “حماس”، فهي تحرص بكل السبل على توجيه ضربة قوية لها، بدأتها من داخل الإمارات حيث استهدفت كوادر الحركة وطاردتهم.
فما الذي أتى بنايف حواتمة إلى الإمارات وفي هذا الوقت بالذات؟ ولماذا حواتمة تحديداً؟ وهل يكون هو بداية لحج يقوم به قادة ومسؤولي الفصائل المنضوية في الحلف “المعادي” لحركة “حماس”؟ أم أن الأمر متعلق بإقامة تحالف دحلاني لهذا الغرض؟ أسئلة ليست بريئة كون التحركات غير البريئة أيضاً ضد قطاع غزة تلزم أسئلة كهذه.
علاقة قوية للغاية تربط بين الإمارات ممثلة بمحمد بن زايد والقيادي الأمني السابق محمد دحلان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، علاقة يقوم جزء منها على اعتبار حركة “حماس” عدواً لجميع هذه الأطراف، ولا بد من محاربتها وإنهاء قوتها العسكرية في قطاع غزة، ولعل إقامة المنطقة العازلة هو جزء من هذا المخطط التي يهدف لتلبية مطلب تل أبيب الخاص بـ “نزع سلاح المقاومة” في غزة.
يتحدث مراقبون للشأن الفلسطيني أن الأيام المقبلة قد تشهد حراكاً فلسطينياً داخلياً “سلبياً”، قد تتصف بعض مراحله بالعنف المسلح، لا سيما إن تم إدخال أو تسلل عناصر من قوات دحلان الخاصة من سيناء إلى داخل قطاع غزة، إضافة إلى كوادره الأمنية التي مازالت فاعلة في قطاع غزة من تحت الستار، أو في حال افتعلت مصر أزمة جديدة مع قطاع غزة واستخدمت بعضا من القوة في المناطق الحدودية أو حاول استفزاز المقاومة بالتخليق بالطائرات، بتنسيق مع تل أبيب.
اللافت أن الحراك الإماراتي – الفلسطيني تزداد وتيرته في وقت تتصاعد فيه حدة الخلافات بين حركتي “حماس” و”فتح”، وكأن ذلك يشكل أرضية جيدة لتحرك أبوظبي أدواتها من أجل اللعب بالساحة الفلسطينية وضرب مكوناتها ببعض، والهدف منه التخلص عن طرف بحد ذاته، وإن سقط ضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني.
عرب برس