اتهم الخبير القانوني الكويتي الدكتور «فايز النشوان» دولة الإمارات بإفشال جهود الكويت الرامية لحل الخلاف الخليجي.
وقال «النشوان» الكاتب والخبير في قضايا مكافحة الإرهاب في سلسلة تغريدات له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «إن إفشال جهود الشيخ صباح من قبل قيادة الإمارات لانعقاد قمة التعاون في الدوحة يبين بأن الإماراتيين هم أصل استمرار الخلاف الخليجي وليس قطر».
وأكد الخبير القانوني أن «استمرار الخلاف الخليجي الذي تتسبب به الإمارات برعونة المعاند ربما سيُخلق إنقسام إماراتي-إماراتي قد يرجعهم لما قبل العام 1970!!» مشددا أن على قيادة أبوظبي «استيعاب القاعدة التي تؤكد بأن دول التعاون هم ظهيرهم الذي يحمي إتحاد الإمارات من التفكك فكلما ضعف الظهير ضعف الأصل بالمآل !!».
وألمح «النشوان» إلى أنه «يبدو إن وساطة الشيخ صباح في طريقها للنجاح لعقد قمة التعاون القادمة بالدوحة بعد تطمينات سعودية بحرينية بمشاركتهم بوفد رفيع المستوى».
كما وجه «النشوان» رسالة إلى الإماراتيين فقال «على الإماراتيين أن يستوعبوا بأن إدارة ملف الخلاف مع قطر لن ينجح بالمواجهة الدبلوماسية الخشنة خصوصا بعد تقارب السعوديين مؤخرا مع قطر»، مؤكد أن «قطر دولة ذات سيادة ولها أن تضع أطر سياساتها الخارجية وفق مصالحها الإستراتيجية مع الأخذ في الحسبان مصالح دول التعاون حتى لا تتقاطع معها»، مستشهدا بموقف كلا من السعودية وقطر بالنسبة للإخوان المسلمين فقال «دعم قطر للإخوان أمرٌ خاص بالقطريين كتصنيف السعودية للإخوان بأنهم تنظيم إرهابي هو شأن سعودي داخلي محض ليس لأحد على كلتا الدولتين من وازع».
وذكر بموقف الكويت من قطر إبان حكم صدام حسين حينما دعمت قطر البعثيين وفتحت لهم قناة الجزيرة لم تسحب الكويت سفيرها من الدوحة وبقي الوضع في إطار العتاب الناعم، وكذلك عندما زار وزير خارجية قطر صدام حسين في تعارض مع موقف دول التعاون مع نظام البعث لم تطلب الكويت سحب السفراء رغم إن جرح الغزو لم يكن يندمل بعد»
وأشار إلى أن «الكويت تخالفت مع قطر في أمور مست أمنها الإستراتيجي لكنها لم تتعامل معها إلا بمعاملة الشقيقة التي لن تذهب بعيدا ولم تقم بتأليب الرأي عليها»، مشيرا إلى أن «الكويتيون نجحوا في إدارة خلافهم مع قطر حتى صارت الدوحة من أقرب عواصم العالم اليوم للكويت وذلك تم بدبلوماسية خلاّقة وليس بعناد أو مناكفة».
كما اتهم «النشوان» الإماراتيين بعدم تقدير جهود أمير الكويت فقال «لم يقدروا مجهود الشيخ صباح في محاولته لم الشمل الخليجي واستمروا على تعنتهم بالحصول على كل شيء أو فلا حل وسط لينهي هذا الخلاف»، مضيفاً أن «سعة الصدر مع الإمارتين أوصلت الحالة الخليجية لحالة متضخمة من التشرذم تسببت بها عقليات طفولية ذات طابع عنادي يجب أن تواجه بالزجر لتنضبط».
وألمح إلى أنه «حتى نستثبت عدم تقدير الإماراتيين لمجهود الشيخ صباح هو انخفاض درجة تمثيلهم للقمة العربية الأخيرة في الكويت حين حضر حاكم الفجيرة كممثل عنهم»، لافتا إلى أنه «إبان أزمة خلية التجسس الإماراتية في عمان كان توسط الشيخ صباح منهيا للمشكلة برمتها لكن الأمر اختلف عند توسطه لحضور الإمارات قمة الدوحة».
وأكد أن «قمة الخليج القادمة في الدوحة وإن كانت تحت إدارة قطرية لكنها تعبر عن كل دول التعاون وتخلف أي دولة عنها هو نكوص يجب مواجهته بالنقد الرافض»، مؤكداً أن «الرياض هي عاصمة الخليج والملك عبدالله هو أيقونة الاتحاد الذي تتطلع له شعوب التعاون وانتقال القمة القادمة إلى السعودية كانعقادها في قطر»، مضيفا إنه «قبل سنوات تهكم د.عبدالله النفيسي على حكام أبوظبي وقال «العيال كبرت» والواقع إن العيال مازالوا عيال ولم يكبروا، أهكذا تكافئون بوناصر؟»
وأضاف «النشوان»: «يجب أن أوضح بأنني لست إخوان بل على تضاد فكري معهم والإماراتيون هم أخوالي وعزوتي بعد أهلي لكن الحق أحق أن يتبع والباطل من الواجب إزهاقه، ولن نجامل الإمارات على حساب أمننا الاستراتيجي الذي يتعرض للاختراق من عقليات كل همها محاربة الإخوان في كل مكان والتضييق على قطر بأي شكل كان».
وتابع الخبير الكويتي القول: «إذا كان حال الإماراتيين حول جزرهم المحتلة كالعصافير مع إيران لطفاء لينون صابرون فمن باب الحياء عليهم أن لا يكونوا صقورا على شقيقتهم قطر»، لافتاً إلى أنه في «العام 2010 اعتبر وزير خارجية الإمارات احتلال إيران لجزرهم كاحتلال إسرائيل لفلسطين لكن الإيرانيون حذروه من تكرار مقولته فامتثل ولم يكررها».
وتساءل النشوان «الإمارات التي شاركت في مواقع معارك في مالي وصربيا وأفغانستان لقتل المسلمين لماذا أهملت جزرها التي تحتاج لثلاث زوارق قتال بحرية لتحريرها؟»، وذكر أن هناك تباينا ملحوظا في الرؤية بين الشيخ «محمد بن زايد» ولي عهد إمارة «أبو ظبي» وصاحب القرار الفعلي فيها، وبين إمارة «دبي» والتي تؤيدها إمارات أخرى.
المصدر | الخليج الجديد