أكد مصدر دبلوماسي خليجي أن السعودية تستعد للوساطة بين قطر وبين الإمارات والبحرين، لإنهاء الأزمة التي تعصف بمجلس التعاون الخليجي منذ سحب السعودية والإمارات والبحرين لسفرائهم من الدوحة في مارس الماضي.
وأوضح المصدر – في تصريحات صحفية – أن السعودية تريد إعادة التنسيق بين دول الخليج، لاعتقادها أن أوضاع المنطقة قد تتسبب في تداعيات خطيرة على دول الخليج جميعها.
وأشار المصدر إلى أن السعودية ترى أن أوضاع المنطقة تستدعي اتفاق دول الخليج على إستراتيجية مشتركة لحماية مصالحها من “أي تأثيرات سلبية ناتجة عن التطورات المتسارعة في المنطقة”، حسبما قال.
كما بين أن السعودية ترى أن الخلافات الخليجية يجب أن تنتهي قبل موعد القمة الخليجية المفترض انعقادها في الدوحة الشهر المقبل، كما أنها ترى وجوب انعقاد القمة في مكانها وزمانها المحددين سلفا.
وكانت الإمارات والبحرين قد عبرتا عن عمق ازمتهما مع قطر الأيام الماضية، حيث قررتا الانسحاب من كأس العالم لكرة اليد المنعقد في الدوحة خلال شهري يناير وفبراير القادمين.
كما ثارت أيضا تكهنات حول عمق الأزمة الخليجية خصوصا من طرف الإمارات والبحرين، بعد تأجيل انعقاد اجتماع وزارء الخارجية الخليجيين التحضيري للقمية قبل أيام، حيث أشارت مصادر إعلامية إلى أن الإمارات والبحرين اشترطتا نقل القمة من الدوحة للرياض للمشاركة فيها.
وكانت العلاقات بين السعودية وقطر قد تحسنت نوعا ما بعد وساطة كويتية قادها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، حيث زار وفد رفيع المستوى من السعودية الدوحة في أغسطس الماضي، ضم وزير الخارجية سعود الفيصل، ومحمد بن نايف وزير الداخلية، وخالد بن بندر رئيس الاستخبارات السعودية، كما زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد السعودية عدة مرات والتقى بالملك عبد الله بن عبد العزيز خلال نفس الفترة.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الوساطة الكويتية فشلت في تحقيق تقدم خصوصا مع الإمارات، رغم الجولات المكثفة التي قام بها المسئولون الكويتيون الفترة الماضي، حيث زار الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت منذ يومين الإمارات وقطر والبحرين في يوم واحد قبل أن يجري اتصالا مع العاهل السعودي أمس، كما زار وزير خارجيته الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح السعودية وعمان قبلها بيومين، لمحاولة حلحلة الأمور دون نتيجة.
وكانت سلطنة عمان قد أعلنت تعاطفها مع قطر في الأزمة الخليجية، على لسان وزير الدولة للشئون الخارجية، يوسف بن علوي، في حوار مع الشرق الأوسط، أول من أمس، مطالبا بتجاوز الأزمة، وموضحا أنه ربما انتهت الأزمة سياسيا لكنها لم تنته كمشاعر.