جاء أمر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد بن جلوي، أميرا لمنطقة نجران التي ظل منصب أميرها شاغرا بعد تعيين ابن الملك “مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز” أميرأ لمنطقة مكة المكرمة بعد أن كان أميرا لنجران، ليثير تساؤلات حول استخدام العاهل السعودي “معتل الصحة” بورقة “أبناء جلوي” في صراعه مع اخوته “السدايرة” نسبة الى أمهم السديرية، والذين يطلق عليهم “أعمدة السدايرة السبعة” وابرزهم الآن ولي العهد سلمان بن عبد العزيز، وشقيقه أحمد بن عبد العزيز الذي أطاح به الملك عبد الله من منصبه كوزير للداخلية، وجاء بأخيه مقرن بن عبد العزيز “المعزول من منصب مدير المخابرات” الى منصب استحدث له خصيصا “ولي ولي العهد” في سابقة لم تحدث منذ تأسيس الدولة السعودية.
ويحاول العاهل السعودي بتعيين “بن جلوي” أميرا لمنطقة نجران – جنوب السعودية ومعظم أهلها من الشيعة الاسماعيلية، “ترضية” أبناء جلوي واعادتهم الى امارة منطقة، وكانت وصية والده عبد العزيز ” أمارة الشرقية لابناء بن جلوي”، ولكن جاء الملك فهد ليخالف هذه التوصية ويعين ابنه “محمد بن فهد” أميرا للمنطقة الشرقية.
والأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود كان يشغل منصب نائب أمير المنطقة الشرقية،وهو الابن الأصغر للأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي بن تركي آل سعود، ابن عم الملك عبد العزيز، وولدَ الأمير جلوي في عام 1377 هـ في حائل، وهو أخو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية، وتولى أمير نجران الجديد عددا من المناصب منها: نائب أمير منطقة تبوك من محرم 1421هـ وحتى جمادى الأولى 1425هـ ، ثم نائب أمير المنطقة الشرقية من جمادى الأولى 1425هـ ، إلى أن تولى أمير منطقة نجران١٤٣٦.
وتتابع ابناء جلوي على امارة المنطقة الشرقية من سعود بن عبد الله بن جلوي ، ثم عبد الله بن جلوي بن تركي آل سعود، وعبد المحسن بن عبد الله بن جلوي ، حتى جاء تعيين محمد بن فهد بن عبد العزيز .
والأمير عبد الله بن جلوي بن تركي آل سعود ولد بالرياض سنة 1287ه- 1870م، ودرس في كتاتيبها، كان يكبر الملك عبد العزيز ببضع سنوات، وبعد خروج الامام عبد الرحمن بن فيصل وأسرته من الرياض عام 1308ه-1890م بقي الأمير عبد الله بن جلوي في الرياض، حيث كان مصدراً من مصادر المعلومات التي ترسل للإمام عبد الرحمن بن فيصل وابنه الملك عبد العزيز في الكويت، التحق بالملك عبد العزيز ورافقه في محاولته الناجحة في معركة فتح الرياض عام 1319ه-1902م.
شارك الأمير عبد الله بن جلوي مع الملك عبد العزيز في التسلل إلى بيت عجلان عامل ابن رشيد على الرياض، يقول الملك عبد العزيز: (ومشينا ونحن سبعة رجال أنا وعبدالعزيز بن جلوي وفهد وعبدالله بن جلوي..)، كما أبدى بطولة وشجاعة نادرة ذكرها الملك عبد العزيز في روايته عن دخول المصمك حيث يقول: (.. ثم دخل عبد الله بن جلوي والنار تنصب عليه..)، كما ذكر الملك عبد العزيز بعد ذلك في روايته أن عبد الله بن جلوي هو الذي قتل عجلان، حيث يقول: (.. أما عجلان فذبحه ابن جلوي..)، شارك مع الملك عبد العزيز في معظم وقائع وحملات توحيد المملكة العربية السعودية،
كما ولاه الملك عبد العزيز قيادة عددٍ من السرايا كلفه في عام 1320هـ على رأس سرية إلى ثرمداء حيث تمكن من إخراج الحامية منها وضمها كما ضم إمارة القصيم عام 1327هـ-1909م، ثم ولاه إمارة الأحساء عام 1331هـ-1913م واتسم بالحزم والصرامة وكانت له هيبة في البادية والحاضرة واستمر في إمارة المنطقة الشرقية حتى توفي بالأحساء عام 1354هـ-1935م وتعاقب على إمارة المنطقة الشرقية أبناؤه سعود وعبدالمحسن من بعده إمارة الاحساء.
وتعتبر والدة الأمير عبدالله بن جلوي بنت أمير العوشزيه من شيوخ بني خالد الامير منصور المطرودي وابنته رقيه المطرودي تزوجها الأمير جلوي بعد وفاة زوجته الاولى مزنه المطرودي اختها صاحبة قصة الشجاعه المشهورة مزنه المطرودي خالة الأمير عبدالله بن جلوي الحاكم القوي.
المصدر : شؤون خليجية – الرياض