تصاعدت حدة الاضطرابات في الأراضي الليبية مؤخرا بين الميليشيات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر وبين قوات مجلس شورى بني غازي التابعة لثوار ليبيا، وسط تقدم كبير لقوات الثوار على الأرض شرقي البلاد وغربها، كما شهدت العاصمة الليبية طرابلس “غرب” ليبيا عددا من التطورات في الأحداث خلال الساعات الأخيرة الماضية.
ففي مدينة الشحات شرقي ليبيا نجا “عبدالله الثني” رئيس الحكومة المؤقتة بطبرق اتلي أقرت المحكمة الدستورية العليا مؤخرًا ببطلان الانتخابات التي أتت بها، من محاولة اغتيال بعد أن انفجرت مساء اليوم الأحد 9 نوفمبر 2014 سيارة مفخخة، بالقرب من مديرية أمن المدينة على بعد أمتار من مكان حكومي آخر كان يتواجد فيها الثني بحسب الأناضول.
وبحسب ما ذكرت الوكالة “فإن مسؤولا حكوميا بمدينة شحات، فضل عدم ذكر اسمه قال: إن “سيارة مفخخة، انفجرت بموقف السيارات، مقابل مديرية أمن المدينة، وأسفر التفجير عن احتراق 8 سيارات كانت بالمكان، دون وقوع إصابات”.
وذكر المسؤول أن الانفجار، “ربما كان يستهدف مقر المجلس البلدي للمدينة الواقع خلف مديرية الأمن، حيث كان بداخله عبد الله الثني رئيس حكومة طبرق، الذي غادر المكان فور وقوع الانفجار مباشرة” .
وبالرغم من أنه لم تعلن أية جهة مسؤليتها عن التفجير حتى الآن، إلا أن المسؤل الليبي توقع أن يكون غرض من قام بالتفجير، إرسال رسالة مفادها أن المنطقة الشرقية، في ليبيا غير آمنة، خاصة مع وجود رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، بمدينة البيضاء، القريبة من شحات، والتي وصل إليها ظهر اليوم الأحد ليقود بمهمة اقناع نواب “طبرق” المقاطعين لجلسات البرلمان إلى العودة للبرلمان مجددا رغم أن البرلمان قد صدر حكم بعدم دستوريته من قبل المحكمة الليبية العليا.
فجر ليبيا تدعو الأمم المتحدة لسحب ممثليها
سياسيا وجه المكتب الاعلامي لعملية فجر ليبيا التابعة لثوار ليبيا بطرابلس الشكر لكل الدول التي وصفا بالصديقة والتي أذعنت لحكم القضاء الليبي الذي قضى بعدم دستورية الانتخابات البرلمانية و التي على إثرها سقط البرلمان بطبرق.
ودعت فجر ليبيا كل الدول و المنظمات أن تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا التي أعلنت احترامها للمؤسسة القضائية في ليبيا و أحكامها، مطالبة في الوقت نفسه الأمم المتحدة و الاتحاد الأوربي أن يعلنوا احترامهم للمؤسسة القضائية الليبية العريقة, وأن يحترموا سيادة القضاء وإرادة الشعب الليبي.
كما دعت فجر ليبيا الأمم المتحدة ممثلة في أمينها العام بان كي مون بضرورة الإسراع في سحب مبعوثه لليبيا، مؤكدين أنه أصبح غير مرغوب فيه بعد دوره الواضح في الانحياز للانقلابيين على ثورة 17 فبراير ودعمه للبرلمان الساقط الذي اعترف رسيما بدعمه لإكبر عملية إرهابية قامت على أرض ليبيا في تاريخها و المسماة زورا بعملية الكرامة بقيادة المجرم المتمرد حفتر” وذلك على حد قول البيان.
وطالبت قوات فجر ليبيا في بيانها رئيس بعثة الأمم المتحدة، الكف فورا عما سمته اجتماعاته غير المرغوب فيها برئيس لجنة كتابة الدستور والتي تعتبر هيئة مستقلة عن أي تجاذبات أو محاكات سياسية ودورها فقط يقتصر على إخراج مسودة دستور ينتظره الليبيون بفارغ الصبر للتصويت عليه بالقبول أو الرفض إلى حين خروجه في صيغته النهائية التي ستكون مرحلة استقرار دائم بإذن الله” بحسب قول البيان.
كما أكدت قوات فجر ليبيا أن الشعب الليبي وسلطتيه التشريعية والتنفيذية اتفقوا منذ يومهم الأول لانتخاب لجنة الستين لكتابة الدستور أن تستقل بنفسها وتنأى بنفسها عن أي تجاذبات سياسية ستؤثر سلبا على كتابة دستور توافقي مؤكدين أن إقحام المبعوث الاممي في لجنة الدستور في اجتماعاته المشبوهة مع رئيس اللجنة قد يكون بهف إدخال هذه الهيئة في التجاذبات السياسية وبالتالي سنحمله المسؤولية كاملة عن أي مخرجات سيئة قد تنتج عن لجنة كتابة الدستور .
ثوار طرابلس يسيطرون على طائرة شحن إمارايتة
وفي العاصمة طرابلس ذكرت مصادر إعلامية وصفحات لنشطاء ليبيين أن ثوار ليبيا سيطروا اليوم الأحد 9 نوفمبر 2014 على طائرة شحن إماراتية فى مطار “غات” وقاموا بإلقاء القبض على طاقمها وهو فى مكان غير معلوم الآن بحسب النشطاء.
وكانت رئاسة أركان الجيش الليبي بطرابلس قد أعلنت أمس السبت أنها رصدت خرقا متكررا للأجواء من قبل طائرات شحن قادمة من دول الجوار خاصة مصر، وهي محملة بأسلحة لمصلحة ميليشيات مسلحة، ويأتي ذلك بينما عبرت القوى الغربية عن قلقها من الأوضاع في البلاد، ودعت إلى الإنهاء الفوري للقتال في ليبيا.
من جهتها ذكرت رئاسة الأركان في بيان أنها سجلت ارتفاعا في عدد الخروقات للأجواء الليبية من قبل طائرات شحن قادمة عبر دول الجوار وخاصة مصر، وأخرى مصدرُها جمهورية روسيا البيضاء.
وأكد البيان أن هذه الطائرات تحمل أسلحة وذخائر لدعم ميليشيا كتائب القعقاع والصواعق وميليشيا جيش القبائل، وتفرغ حمولتها في مهبط بمنطقة الجبل الغربي، وهدد الجيش الليبي بأنه سيستهدف هذه الطائرات ويسقطها دون إنذار مسبق.
السيسي يدعم حفتر بـ 50 ألف جندي
وكان مصدر مطلع بالجيش المصرى قد قال: “إن الجيش يجري استعدادات مكثفة للتدخل في ليبيا، بعد الخسائر المتلاحقة لميليشيا اللواء المتقاعد “خليفة حفتر”.
وأضاف المصدرب حسب التصريحات التي أوردها موقع “عربي 21” أن الجيش يجري تدريبات عسكرية لأكثر من 50 ألف جندي في الأراضي المصرية؛ استعدادا للتدخل العسكري في “ليبيا”.
وتأتي هذه الاستعدادات بعد فشل “حفتر” في السيطرة على “ليبيا”، والقضاء على الثوار، رغم الدعم الهائل الذي يتلقه من قبل حكومتي “مصر”، و “الإمارات”.
يأتي هذا فيما ذكرت قوات تابعة لعملية فجر ليبيا أنها اعتقلت جنودا من الجيش المصري كانت تقدم دعما لميليشيا “حفتر”.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أن “مصر”، و”الإمارات” شاركتا في قصف جوي على مدن ليبية؛ دعما لجهود “حفتر” بالانقلاب على السلطة.
وسبق لـ “عبد الفتاح السيسي”، قائد الانقلاب، قد صرح أكثر من مرة أن قوات بلاده مستعدة للتدخل مباشرة فى “ليبيا”.