فجر حدث سعودي يدعى «فهد الهاجري» نفسه بثلاثة أحزمة ناسفة، خلال اقتحام حقل نفطي سوري، كان تنظيم «الدولة الإسلامية» يسعى للسيطرة عليه، إلا أن قوات النظام السوري سرعان ما استعادته، وكان «الهاجري» غادر إلى سوريا قبل أشهر، قبل أن ينهي المرحلة الدراسية الثانوية.
وأقدم «الهاجري» على تنفيذ «عمليته الانتحارية» داخل حقل الشاعر النفطي، في ريف حمص الشرقي في أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بعد أن تم اختياره من «الدولة الإسلامية»، مع عدد من زملائه، من بينهم سعودي آخر يكنى بـ«أبوعبدالرحمن المطيري» لتنفيذ العملية.
ويسكن «الهاجري» المكنى «أبوعزام الشرقي» مدينة الدمام، وكان طالبا في المرحلة الثانوية، إلا أنه قطع دراسته لينضم إلى صفوف «الدولة الإسلامية». وحاول «الهاجري» التواصل إلكترونيا مع عناصر من «الدولة الإسلامية» في سوريا، ليؤمنوا له كلفة سفره. وشارك «الهاجري» في عدد من المعارك مع التنظيم، بعد انتهائه من التدريب المكثف وما يسمى «الدورات الشرعية».
وكتب «أبوعبدالرحمن المطيري» شريكه في العملية تفاصيل مقتل «الهاجري» قائلا: «بلغنا أن العملية التي سنقدم عليها في حاجز حقل الشاعر في ريف حمص، تحتاج مجموعة من «الانغماسيين»، فتم اختيار عدد من المقاتلين، من بينهم الكاتب (يقصد نفسه) والحدث «فهد الهاجري»، ثم أعطى الأمير أمرا بالانطلاق والتنفيذ، إلا أنه قبل البدء تم تأجيل العملية لليوم التالي، حتى يتم استطلاع مكان التنفيذ والنقاط المستهدفة».
وأضاف: «حينما حل الليل تم توزيع الأحزمة الناسفة. وكان نصيب الهاجري منها ثلاثة، وانطلق منفذو العملية إلى خيام يجتمع فيها جيش النظام السوري، وتفرق المطيري والهاجري، الأول من جهة اليمين، وأصيب فلم يفجر حزامه، وتراجع. أما الهاجري فكان من جهة اليسار، ودخل في اشتباكات مع عناصر النظام، حتى استقر وسطهم، وفجر أحزمته، ليقتل عدداً كبيراً منهم، ويمهد لدخول التنظيم إلى الحقل النفطي».
وفي فبراير/شباط الماضي أصدر العاهل السعودي الملك «عبد الله بن عبد العزيز» مرسوما يقضي بالسجن من ثلاث سنوات إلى 20 عاما لمن يسافر إلى الخارج للقتال والسجن لمدد تتراوح بين خمس سنوات و30 عاما لمن يقدم دعما ماديا أو معنويا لجماعات محظورة دمغتها الحكومة بالتطرف، وتشمل هذه الجماعات «جبهة النصرة التابعة للقاعدة والاخوان المسلمين وحزب الله والحوثيين في اليمن».
واحتجزت السعودية أكثر من 11 ألف شخص منذ سلسلة من الهجمات في الفترة من عام 2003 إلى 2006 ضد أهداف حكومية وأجنبية نفذها متشددون من القاعدة حاربوا في أفغانستان والعراق.
يذكر أن عدد السعوديين المقاتلين في صفوف «داعش» يبلغ 2500 مقاتلا بحسب «مركز بوي للأبحاث»، إلا أن مراقبين يرون أن أعداد السعوديين تفوق هذا الرقم بكثير، في حين لا توجد إحصاءات رسمية دقيقة توضح أعداد السعوديين في صفوف الجماعات المتطرفة.