انهيار أسعار النفط خبرٌ سيء لكبار المنتجين في العالم، وخاصة المملكة العربية السعودية. فكيف إذا واكب ذلك طفرة في أعمال العنف داخل المملكة، كما أشارت حليمة كروفت، الخبيرة في شؤون الاستراتيجية الجيوسياسية من بنك باركليز كابتال الاستثماري، في ملاحظة جديدةٍ للعملاء.
حيث “شهدت السعودية الأسبوع الماضي عدة حوادث أمنية مقلقة، تثير مخاوف جديدة بشأن التطرف في المملكة”. على حد قول “حليمة”، التي أضافت: ” ليس كل شيء على ما يرام”.
إشغال الشباب:
وأشارت المحللة إلى أن الحكومة السعودية بحاجة إلى ارتفاع أسعار النفط؛ للمساعدة في تمويل البرامج التي تجعل الشباب مشغولين دائمًا، قائلة: “نظرا لزيادة الإنفاق في مرحلة ما بعد الربيع العربي، نعتقد أن الحكومة السعودية فعلا بحاجة إلى أن ترتفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل؛ لتحقيق التوازن في ميزانيتها. وإذا بقيت أسعار خام برنت في مستوى الـ80 دولارًا؛ فإنها ستشهد عجزًا”.
كما يهدف جزء كبير من النفقات الاجتماعية الجديدة إلى إبقاء الشباب السعودي مشغولين، وبعيدين عن الجماعات المتطرفة… ففي أعقاب الهجمات الإرهابية التي نفذها مواطنون محليون في الرياض عام 2003، أعلن الملك عبد الله أن بطالة الشباب هي التحدي رقم واحد الذي يواجه المملكة.
تحركات محدودة:
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أعلنت شركة أرامكو السعودية أنها خفضت أسعار النفط الذي تبيعه للولايات المتحدة، وهي الخطوة التي تهدف إلى جعل النفط السعودي أكثر قدر على المنافسة مع منتجي النفط الأمريكيين من تكسير الصخر الزيتي.
ومع ذلك، تعتقد “حليمة” أن هذه التحركات ستكون محدودة النطاق، نظرا للأثر السيء لخفض أسعار النفط على رجال الأعمال وثقة المستهلكين في المملكة. ولأن عائدات النفط تمثل 80-90% من ميزانية الحكومة السعودية، فإن الناس يلاحظون حينما تنخفض الأسعار.
مخاوف مُلِحَّة:
وأردفت: “نؤكد على أن الملك لن يضحي بالاستقرار الداخلي والإقليمي من أجل معاقبة إيران وروسيا أو إفلاس منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة”.
خلاصة القول: المملكة العربية السعودية في وضع صعب جدًا. “وفي ظل التقارير التي تفيد بانضمام الآلاف من الشباب السعودي إلى صفوف “داعش”، تصبح المخاوف بشأن شباب المملكة، الذي لا يهدأ، أكثر إلحاحًا في الدوائر الأمنية”.
المصدر : بزنس إنسايدر
ترجمة: علاء البشبيشي