رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن «سياسة الإدارة الأمريكية تجاه مصر، مزيج من الرسائل المتضاربة عن المستقبل الذي تتمناه الإدارة الأمريكية للقاهرة وتجاهل متعمد منها للحقائق المزعجة التي تحدث على الأرض».
وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، الخميس، إنه «من المثير للدهشة أن ترى وزارة الخارجية الأمريكية أنه من المناسب تنظيم مؤتمر استثماري كبير للشركات الأمريكية في مصر خلال الأسبوع المقبل، بالتزامن مع الموعد النهائي الذي وضعته الحكومة المصرية للمنظمات غير الحكومية لتوفيق أوضاعها، بما يبدو سعيا واضحا منها لإغلاق المنظمات المستقلة التي تدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان».
وأشارت الصحيفة، إلى تأكيد مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، بأن توقيت المؤتمر«غير مقصود»، وأن المؤتمر الذي سيشارك فيه أكثر من 65 من المديرين التنفيذين الأمريكيين، ويعد الأكبر من نوعه، «لا يقلل من مخاوف واشنطن تجاه ما وصفته بـ»ممارسات السلطات المصرية لخنق المنظمات المؤيدة للديمقراطية«.
وأضافت «نيويورك تايمز» إنه «سواء كان توقيت المؤتمر مقصوداً أم لا، فإن المصريين سينظرون إلى المؤتمر باعتباره تأييدًا أمريكيا واضحا للرئيس عبدالفتاح السيسى». ودعت الصحيفة مدراء الشركات الأمريكية، المشاركين في المؤتمر الاستثماري في القاهرة، إلى «التريث والتفكير طويلا بشأن ما إذا كان الاستثمار في مصر حاليا يستحق العناء، إذا كان يعني تقوية نظام استبدادي».
ورأت الصحيفة أن«تحديد السلطات المصرية 10 نوفمبر الحالي موعدًا نهائيًا لمنظمات المجتمع المدنى للتسجيل، يشير إلى أن بدء حملة قمعية جديدة على تلك المنظمات بات أمرا وشيكا». ودللت على ذلك بالإشارة إلى «دفع السلطات المصرية لكثير من النشطاء المصريين لمغادرة البلاد، وإلا تعرضوا للاعتقال».
وأشارت الصحيفة إلى إنه في ظل قانون تنظيم الجمعيات لعام 2002، يتحتم على المنظمات غير الحكومية الحصول على رخصة للعمل من الدولة.
وقالت «نيويورك تايمز»، إنه بسبب رفض السلطات المصرية تسجيل المنظمات التي تنتقد الحكومة، وتدعم الإصلاحات الديمقراطية، تعمل معظم هذه المؤسسات في منطقة قانونية رمادية.
وأضافت أن ما يزيد القلق إزاء الوضع في مصر، أن الحكومة عينت فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي السابقة، التي وصفتها الصحيفة بـ«مهندسة حملة القمع الأخيرة على منظمات المجتمع المدنى»، في منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومى.
ورأت أن «تعيين أبوالنجا،التي تسببت في أزمة دبلوماسية بين واشنطن والقاهرة، خطوة لا تُحمد عقباها». وأوضحت أن «أبوالنجا سعت لتشويه سمعة المنظمات غير الحكومة الممولة من الخارج».
وقالت «نيويورك تايمز» أن «الحملة القمعية لحكومة السيسي اتخذت منعطفا جديدا في الفترة الأخيرة بقرار السلطات المصرية تهجير سكان المناطق الحدودية مع قطاع غزة لإغلاق أنفاق التهريب، بعد مقتل أكثر من 30 جنديا من الجيش في مدينة الشيخ زويد»، وهو ما وصفته الصحيفة بـ«إجراء تعسفي ستستخدمه الجماعات المتشددة لإثارة المزيد من الكراهية ضد الدولة».