نشرت قناة ABC الاسترالية على موقعها أمس الخميس، تقريرا مطولا عن تدمير المواقع التاريخية في مكة المكرمة، مؤكدة أن ٩٥ في المئة من هذه المواقع تم تدميرها كليا خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن بيت إحدى زوجات الرسول (خديجة) تم استبداله بممر يؤدي إلى دورات المياه.
وأكد التقرير أن الفكر الوهابي الذي تتبناه الحكومة السعودية يتخذ موقفا متشددا من المواقع التاريخية التي تتعلق بالنبي محمد، خشية أن يؤدي وجودها إلى أفعال يعتبرونها شركية -بحسب البحرين اليوم-.
وقال إن عمليات التوسعة الحالية والتي سبقتها خلال الأعوام الماضية حولت مكة من مدينة تمتلك كثير من المواقع التاريخية المهمة، إلى مدينة حديثة و”بشعة” إذ تم هدم كل المواقع الآثرية واستبدالها بمباني طويلة، مشيرة في هذا الإطار إلى ثالث أطول مبنى في العالم ويضم فنادق والذي يطل على الحرم وتعتليه ساعة هي الأكبر حجما في العالم (أكبر ست مرات من ساعة بيج بنج في بريطانيا). وأوضحت أن الأمراء السعوديين وهم مستثمرون في عمليات التوسعة، درس بعضهم في الولايات المتحدة ويبدوا أنهم يرغبون في تحويل المدينة المقدسة لدى المسلمين لتشبه المدن الأميركية.
واستغرب التقرير صمت العالم الإسلامي على تدمير النظام السعودي للمواقع التاريخية الخاصة بالمسلمين والرسول محمد تحديدا، لافتا إلى أن المسلمين في المقابل خرجوا ضد إسرائيل في الآلاف المظاهرات الحاشدة بسبب حفرها تحت المسجد الأقصى.
يذكر أن الحكومة السعودية تجري عمليات توسعة هي الثالثة من نوعها في الحرم المكي، وفي وقت متزامن مع عمليات أخرى تجري في المدينة المنورة. وواجهت هذا الأعمال نقدا واسعا من بعض المهتمين بالتاريخ داخل البلاد، وحتى بعض علماء الدين الذين يوصفون بالاعتدال، خصوصا إن توسعة المدينة الحالية ستدمر كل المواقع في “المدينة التاريخية” التي كانت موجودة في عهد الرسول. وكان العاهل السعودي أمر بتعديل طفيف في خطط توسعة “المدينة” العام الماضي التي بلغت كلفتها نحو ١٩ مليار دولار، بعد هجوم واسع ضدها لإنها كانت ستضع منبر الرسول الذي لم يتغير موقعه على مر التاريخ في أحد أركان المسجد النبوي واستبداله بمنبر جديد.
وكانت تقارير إعلامية سلطت الضوء على إزدواجية النظام السعودي بالتعامل مع الآثار، ففي الوقت الذي يدمر فيه الآثار الإسلامية وخصوصا المتعلقة بالرسول، يحافظ على الآثار الخاصة به وينفق عليها مئات الملايين من الدولارات لترميمها، مثل قصوره الآثرية في الرياض، والمتحف الذي يحتوي حتى على ملابس مؤسس الدولة السعودية الثالثة، إضافة إلى استخدام نفوذها الدولي والمالي قبل سنتين في سبيل ضم عاصمة أجدادهم “الدرعية” المجاورة للرياض للتراث العالمي، وهو ما تم.