يحاول السعودي “آدم محمد عبدالحميد الجاسم” أن يتحرك من مكانه، وفي كل مرة يفكر أو يحاول ذلك تكون النتيجة “الفشل”.
آدم ليس مشلول الأطراف، ولكن جسد هذا الشاب السعودي (27 عاماً) مثقل بـ400 كيلوغرام، ينوء كاهله بها، وتمنعه من التحرك، فهو عاجز حتى عن الزحف، فضلاً عن المشي. قد لا تقتصر معاناة هذا الشاب على “السمنة المفرطة” التي جعلته طريح الفراش منذ 10 أعوام، فهو يعيش في منزل لا تتجاوز مساحته 40 متراً مربعاً، في حي النعاثل الشرقي بمدينة الهفوف (محافظة الأحساء). ويفتقر إلى “أبسط مقومات الحياة، ومن دون سقف أو أبواب”.
وقال الجاسم لصحيفة “الحياة”: “تركت مقاعد الدراسة بعد أن أتممت المرحلة الابتدائية، وبعدها تزايد وزني بشكل كبير جداً، وفي وقت قصير، ما جعلني طريح الفراش كما تشاهد”. بيد أنه لم يخف ابتسامته على رغم مرارة المرض وحال الفقر والبؤس التي يعيشها. فهو “متفاءل بغد جميل”، كما قال.
وعلى رغم ظروف آدم الصحية، إلا أنه لم يتم تسجيله في مركز التأهيل الشامل، أو الضمان الاجتماعي، ما جعله يعيش حالاً شديدة الفقر، ومنزل أسرته خرب، وتجوبه الجرذان والحشرات، ويخلو من كل شيء، لافتاً إلى أنه أصبح يحلم بأن ينحف، ويستطيع المشي مثل أصدقائه، وأن يجد دخلاً يساعده في تخطي ظروفه المعيشية الصعبة.
وقرر آدم وقف متابعة علاجه في مستشفى الملك عبدالعزيز للحرس الوطني في الأحساء، بسبب عدم المقدرة على نقله في كل مرة يريد بها الذهاب إلى المستشفى. ولكنه يناشد أهل الخير المسؤولين مساعدته في تخطي مرضه وحاله المعيشية “السيئة”. وقدم آدم شكره لرجل الأعمال باسم الغدير، على زيارته وتقديم مساعدة له، “والتي كانت مثل البلسم. ولكن ظروفي صعبة جداً، ووزني يتزايد كل يوم. ولم أجد حلاً” كما قال.