“لم أكن أتصور أن حجم الدماء يكون بهذه الطريقة”، كان هذا ما نقله الدكتور مصطفى الفقي، أحد أقطاب نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، خلال آخر مكالمة هاتفية بينهما عقب فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة في أغسطس من العام الماضي.
وكان البرادعي الذي يعتبر أحد أبرز قادة التحرك السياسي العسكري الذي انتهى بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، استقال من منصب نائب الرئيس للشئون الخارجية، عقب إبدائه تحفظه على إعطاء الأولوية لفض اعتصام ميداني النهضة ورابعة بالقوة الأمنية.
وقال الفقي في مقابلة مع الإعلامي مفيد فوزي على قناة “دريم 2”: “يوم ما سافر كلمني في التليفون ليلتها بالليل بعد ما استقال، وقال لي لم أكن أتصور أن حجم الدماء يكون بهذه الطريقة”.
إذ أنه “كان المتفق عليه خفض عدد الموجودين في رابعة ويعلنون نبذ العنف في مقابل الإفراج عن (الدكتور سعد) الكتاتني (رئيس حزب الحرية والعدالة الذي ألقي القبض عليه في 3يوليو) وأبوالعلا ماضي زعيم حزب الوسط، باعتبار الاثنين زعماء أحزاب”، كما نقل الفقي عن البرادعي.
وقال الفقي إنه توجه للبرادعي متسائلاً: “بس أنت سكت طول اليوم، وأعلنت استقالتك في الآخر بعد البيان الأمريكي، فقال لي لا علاقة بين هذا وذاك”، واصفًا إياه بأنه “راجل صادق جدًا”، مشيرًا إلى أنه أبلغه اعتراضه على سقوط العدد الكبير من الضحايا خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة “لا أتحمل هذا الحجم من الدماء”.
وكان البرادعي المقيم خارج مصر منذ استقالته تعرض لحملة هجوم عاصفة في الإعلام المصري المؤيد للاستخدام المفرط في القوة في فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقي إطار هذا الهجوم الإعلامي المتصاعد، هاجم الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه على إحدى القنوات الفضائية، البرادعي، واصفا أسلوبه بـ, “المائع وغير الحازم”, في التعامل مع الأزمات السياسية الراهنة ومنها استمرار اعتصام مؤيدي مرسي، داعيًا إياه أن يغادر القاهرة ويعود إلى أوروبا التي كان يعيش فيها.
من جانبه، أرجع الكاتب الصحفي مصطفى بكري دعوة البرادعي إلى عدم فض اعتصام مؤيدي مرسي بالقوة إلى “دور يقوم به مع جماعة الإخوان المسلمين، وأنه أمر غريب يدعو لطرح علامات استفهام”.
كما هاجمه المحامي الشهير مرتضى منصور، قائلاً له على إحدى الفضائيات: “أنهيت على العراق وأتيت لتنهي على مصر، هل تعتقد أن تفعل بمصر مثلما فعلت بالعراق، شيعة وأكراد وسنة؟”.