مع بدء الدراسة في جامعة الموصل الشمالية فقد ظهرت طالباتها في قاعاتها الدراسية وباحات كلياتها بلباس تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” الذي فرضه عليهن ومنع اختلاطهن مع الطلاب ومعاقبة المخالفين بالجلد بعد ان الغى عددا من كليات الجامعة وافرعها الدراسية.
وظهرت طالبات جامعة الموصل في المدينة العراقية الشمالية التي يحتلها تنظيم الدولة الاسلامية منذ العاشر من حزيران (يونيو) الماضي في صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم بالعشرات في احدى قاعات الدرس وقد اتشحن بالسواد بشكل كامل ولم يظهر منهن سوى اعينهم فيما لم يبد اي من الطلاب الذين فرض التنظيم عليهم اللباس الافغاني في هذه القاعة. كما بدت مجموعات اخرى من الطالبات باللباس نفسه في باحة الجامعة وهن يتجاذبن الحديث وقد حملن كتبا وكراريس من دون ان يبدو ا اي طالب معهن بعد ان منع التنظيم الاختلاط او تحدث الطالبات مع الطلاب محذرا المخالفين بعقوبة الجلد.
وجامعة الموصل حكومية وهي واحدة من أكبر المراكز التعليمية والبحثية في الشرق الأوسط وثاني أكبر جامعات العراق بعد جامعة بغداد.
ويؤكد مواطنو الموصل ان التعليم في الموصل يواجه محنة حقيقية في ظل “ديوان التعليم” حيث فرض تنظم داعش الزي الأفغاني زيا موحدا لكل الطلاب فيما فرض الخمار على الطالبات . كما قرر التنظيم
ان يكون دوام الطالبات من الساعة 9 صباحاً إلى الساعة 2 بعد الظهر فيما يكون دوام الطلاب من الساعة 2 بعد الظهر إلى الساعة 6 مساء.
يأتي ذلك وسط تقارير اشارت الى تحول الجامعة الى ثكنة عسكرية لمسلحي تنظيم داعش الذين يوجدون بأعداد كبيرة في الحرم الجامعي فيما أعلن التنظيم في وثيقة له إلغاء عدد من الكليات والدروس في الجامعة عادّا هذه الكليات والدروس مخالفة للشرع بحسب زعمه. كما قرر التنظيم بعد احتلاله الموصل في حزيران الماضي الفصل بين الذكور والإناث في الجامعة وألغاء كل دروس الديمقراطية والمدنية من المناهج معتبرا هذه الدروس شركا بالله وخروجا عن الشريعة الإسلامية .
وقرر تنظيم الدولة الاسلامية ايضا الغاء كليات الحقوق والعلوم السياسية والفنون وطلب من أساتذة الجامعة رسميا شطب عبارة “جمهورية العراق” الموجودة على الكتب والدفاتر الامتحانية والاستبدال بها “الدولة الإسلامية”. وتم ايضا تغيير اسم وزارة التعليم العالي إلى ديوان التعليم والدفع بالعشرات من مسلحي “داعش” الى داخل الجامعة بأسلحتهم حيث ويهددون الطلبة والأساتذة الذين اصبح وجودهم قليلا فيها. وقد أصدر ديوان المعارف التابع لداعش في المحافظة امرا بتغيير مادة التربية الرياضية في مدارسها إلى مادة التربية الجهادية .