اشتعل موقع “تويتر” في المملكة العربية السعودية خلال اليومين الماضيين عقب انتشار خبر إقرار آلية “التصفيق” لأعضاء مجلس الشورى (البرلمان) وضيوفه، وجاءت موافقة المجلس على هذه الآلية وفقا لما نقلته الصحافة المحلية عن أعضاء في المجلس بعد التأكد من جواز استعمالها وفقا للشريعة الإسلامية ويمكن النظر اليوم إليها كممارسة قانونية ولكن أيضا “حلال”!.
وأثار القرار موجة من السخرية والاستغراب على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة والعالم فيما كتبت صحف محلية عن القرار بأنه “تاريخي”.
وكان مجلس الشورى قد قرر خلال جلسة الأحد وضع حد لسنوات من الجدل حول “آلية الترحيب بالضيوف تحت قبته” بإقراره “جواز” ممارسة التصفيق من باب الترحيب بالضيوف والزوار بعد فتوى الشيخين الراحلين الطنطاوي ومحمد ابن صالح ابن عثيمين وفق ما نقله عضو المجلس ناصر بن داود.
ودشن النشطاء السعوديون “هاشتاق” عبر موقع تويتر للتعبير عن رأيهم بالقرار الأول من نوعه في تاريخ المملكة (#الشورى_يقرر_السماح_بالتصفيق) وتجاوز عدد التغريدات الآلاف.
وانقسم رواد الهاشتاج السعودي إلى المتعجب والمتفائل بمثل هذا القرار بعد عقود من الحزم وتفادي الخوض في مثل تلك القضايا، فمن جهته قال تركي بن طلال: الشورى يتلذذ فى استفزاز المواطن.
وتهكم “fahd tg” قائلا: “ترقبوا عن قريب صرف بدل تصفيق لهم هكذا هم يفكرون بأنفسهم.. والمواطنآخر اهتمامهم”.
واستنكر آخر قائلا: “خطوة جريئة وملامسة لاحتياج المواطن! من زمان ويدينا معلقة ننتظر القرار مع مجلس الشورى مش حتبطل تصفيق “.
وأضاف “Mr. 6fsh”: “اخيرا أنقذونا واتخذوا هذا القرار الشجاع كان المجلس مملا بدون تصفيق يالله ننتظر قرار التصفير على أحر من الجمر”.
وغرد أحدهم متهكمًا : “كل هالسنين عشان التصفيق.. تكبير!” وغرد آخر: ” شكراً يا مجلسنا الموقر، لقد أرحتنا من عذابات أيام كنا لا ننام فيها انتظاراً لما ستسفر عنه مداولتك لهذه المسألة!” فيما تهكم سعودي آخر من القرار قائلا ” طلبت من أفراد أسرتي أن يصفقوا لي ترحيباً؛ كلما حضرت”.
وقالت المغردة “ليبرالية”: “اليوم تصفيق، وبكره طبله و مزيكه وارقصي يا انشراح !” ونشرت كاريكاتير يجسد نواب البرلمان وهم يستخدمون الطبول والدفوف والمعازف.
وبدوره أوضح المتحدث الرسمي باسم مجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله المهنا أن ما تم تداوله بشأن ممارسة التصفيق تحت قبة الشورى ليس قراراً صادراً عن المجلس وإنما كان مقترحاً من أحد أعضاء المجلس تم طرحه في الشأن العام ولم يكن بنداً من بنود جدول أعمال المجلس خلال تلك الجلسة.
وبين الدكتور المهنا في إيضاح له أن عضو المجلس الدكتور ناصر بن زيد بن داود طرح ذلك المقترح خلال الشأن العام الذي يسبق عادة مناقشة جدول الأعمال الرسمي خلال الجلسة.
وأضاف أن الدكتور ناصر بن داود هدف من ذلك المقترح الترحيب بضيوف المجلس أثناء حضورهم للجلسة وكذلك للتعبير عن استحسان الأعضاء لنتائج التصويت على قرارات المجلس، أو تقديرهم لمداخلة متميزة لأحد الأعضاء، وهو تقليد متعارف عليه ويعمل به في المجالس الشورية والبرلمانية، كما أنه وسيلة للتعبير تستخدم أيضا في أغلب الاجتماعات بشكل عام، مشيراً إلى أن المقترح وجد استحساناً من أغلب أعضاء المجلس وهو حق اختياري للعضو.