قال محامي الأمم المتحدة لمحاربة الفساد علي بن فطيس المري: “على دول الخليج انتظار “الطوفان” في حال عدم التفاتها إلى قضايا الفساد ومحاربتها، مؤكدًا إن الخليج به مشاكل فساد “رهيبة” رغم أنه مؤهل للعب دور في مواجهته على مستوى عالمي، وذلك خلال حديثه في برنامج “في العمق” أمس الأثنين على قناة الجزيرة الإخبارية.
ولفت المرّي – الذي يشغل منصب النائب العام في قطر- إلى أهمية التعويل على الحكام في مسألة الفساد، وأضاف “إذا كان رأس الهرم نظيفا وقادرا على محاربة الفساد ويملك مؤسسة قضاء نزيهة، يمكنه ضرب حلقة الفساد”.
وأوضح أن الدولة التي تحارب الفساد “لا تدخل نزهة وإنما تمارس علاجا أقرب إلى الكيّ بالنار تحارب خلاله النافذين وأصحاب الأموال”، لكنه أشار إلى أن كل مقدم على محاربة الفساد يعلم أنه مقبل على بناء دولة قوية.
وأشار المرّي -وهو محامي الأمم المتحدة السابق لاسترداد الأموال المنهوبة- إن استشراء الفساد من أهم أسباب سقوط الدول، مشيرا إلى أن دولا في أفريقيا وآسيا كانت تملك ثروات أكبر مما يملكه الخليج، والآن لا تجد شعوبها قوتها بسبب استشراء الفساد، مستنكرا وجود خمس دول عربية في صدارة قائمة الدول الأكثر فسادا. ووصف المري الفساد بأنه “آفة العصر الحديث، وسبب 90% من مشاكل العرب”.
وعلى الصعيد العالمي، قال محامي الأمم المتحدة لمحاربة الفساد إن حجم الفساد بلغ 40 مليار دولار سنويا نصفها في عمولات السلاح، موضحا أن أكثر وجوه الفساد وضوحا هو نهب المال العام.
وأقر المرّي أن العالم يعالج الفساد على استحياء، وأن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد لا تزال غير مفعلة بالكامل، داعيا المنظمة الأممية إلى زيادة الاهتمام بهذه القضية لكون الفساد يؤدي إلى الإخلال بالسلم الدولي.
الجزيرة