انتقد الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي فى خطابه أمس، فيما يتعلق بحديثه حول اهتزاز الجيش وقادته بعد تفجيرات سيناء الأخيرة، واصفًا ما قاله لقادة الجيش بأنه “أداء نرجسي ساذج لا يخطئ فى تشخيصه أى أستاذ فى الطب النفسي”، بحسب تعبيره.
وفي خطابه الذي تطرق إلى الهجوم الأخير على الجيش في سيناء، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من30 مجندًا، قال السيسي “لازم نعترف ان احنا اتهزينا .. بس انا لا .. عشان انا المفروض متهزش لاني مسؤول عنكم ومينفعش اتهز .. لكنا احنا كلنا المفروض منتهزش”.
وعلق حسني في تدوينة مطولة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحت عنوان “ومن سيحاكم الرئيس عسكرياً بتهمة إهانة الجيش؟!” واصفًا خطاب السيسي لقادة الجيش بأنه “أداء نرجسي ساذج لا يخطئ فى تشخيصه أى أستاذ فى الطب النفسي”، بحسب تعبيره.
وأضاف في تعليقه على حديث السيسي للشباب المصري قائلاً:” لا أعتقد أن الشباب الذى هتف سياسياً بسقوط حكم العسكر – وهو هتاف غير حكيم، لكنه يبقى هتافًا محض سياسى، والرجل قد اعترف فى كلمته أن الحكمة غاية لا يدركها حتى الكبار – قد وجه للجيش ولقادته مثل هذه الإهانة لسويداء شرفهم العسكري”! …
وأردف:” فليتحدث الرجل عن نفسه كما يشاء، صدقًا كان حديثه هذا أو كذبًا، لكن ليس من حقه أن يتحدث عن غيره إلا إذا كان يشهد له أو يشهد عليه … وحديث الرجل النرجسى قرر سلطويًا أن من يستمعون له عليهم الاعتراف بأنهم قد اهتزوا، ثم استثنى نفسه بمنتهى الإعجاب بالذات، وبثباته فى وجه العاصفة، وكأنه بطل مسلسل “قاهر الجواسيس” الذى كان يعرضه التليفزيون المصرى منذ نصف قرن”!!
ورأى أستاذ العلوم السياسية، أن “المشكلة ليست فى النرجسية المفرطة التي أبداها الرجل فى هذه اللحظة، وإنما فى التفسير الذى قدمه لثباته دون كل قادة الجيش الذين كانوا يستمعون له … الرجل “ما اتهزش” لأنه من المفترض فيه ألا يهنز … لأنه مسؤول عنهم، و”ما ينفعش يتهز”! … وكأن قادة الجيش – الذين اعترف الرجل نيابة عنهم بأنهم قد اهتزوا – ليسوا مسؤولين عن جنود وعن ضباط تحت قيادتهم، أو كأنه “ينفع إنهم يتهزوا”!!”
وتابع:” إذا لم يكن ما قاله الرجل لقادة الجيش المصرى إهانة لهم وللجيش، وإذا لم يكن إسقاطاً غير مسؤول لثقة المصريين فيهم وقى قدرتهم على التعامل مع الأزمات، فماذا تراه يكون إذن؟! … ما قاله الرجل هو فى الحقيقة تشكيك فى قدرتهم العسكرية، وإهانة لكل الجيش، لا هدف لهما إلا الترويج النرجسى لقدرات القائد البطل!!
وواصل :” فمن من الشباب الذى حوكم عسكرياً، أو يمكن أن يحاكم عسكرياً فى المستقبل، وجَّه للجيش ولقادته مثل هذه الإهانة، وشكك فى قدراتهم العسكرية، حتى وإن شككوا فى قدراتهم السياسية، وهى ليست جريمة عسكرية؟!
واختتم متسائلاً: “السؤال الأهم هو من يجرؤ على الغضب لشرفه العسكرى ويطلب الرئيس أمام النيابة العسكرية للتحقيق معه، أو يعلن – على أقل تقدير – عن رفضه لهذه الإهانة وعن هذا التشكيك فى قدرة الجيش العسكرية وأهم عناصرها “إنهم ما بيتهزوش”!!